الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الاكتئاب النفسي المتمثل في المخاوف من المصائب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

والدتي تبلغ من العمر 54 سنة، وهي تعاني من ارتفاع ضغط الدم ومكتئبة ويائسة وليس لديها رغبة في الحياة، ولديها خوف شديد على أبنائها وأحفادها بصورة مبالغ فيها، وتخشى من الموت وتتوهم المرض، وكلما سمعت بموت أحد تتوتر وتعتقد أن الدور عليها فتلازم أمها العجوز وتظن أن الموت آتيها لا محالة.
وهي تخاف من وقوع مشاجرات بين أبنائها، وتعتقد أنه سينتهي بمقتل أحدهما حتى ولو كان يدور بينهما نقاش بسيط فإنها تُصغي إلى الأصوات العالية الآتية من الشارع، وتهب مذعورة وتظن أن هناك مستغيثاً، وتخاف أيضاً من صوت سيارة الإسعاف، وتبقى متوترة يومها كله، مع أن التوتر صفة ملازمة لها، وتقيس ضغطها باستمرار عند الشعور بأي عارض، وتكثر من عمل الفحوصات وتظهر النتيجة أنها سليمة والضغط سليم.
وقد قررنا أخيراً الذهاب بها إلى طبيب نفسي فوصف لها (السبراليكس) 10 ملغم، حبة عند النوم، مع دواء آخر أعتقد أنه مهدئ،فما الذي تعاني منه والدتي؟ وهل السبراليكس علاج ناجع لكل الأعراض التي ذكرت؟ وكم مدة العلاج؟ وهل هناك توقع لحدوث انتكاسة؟!
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه الأعراض التي ذكرتها بالطبع هي أعراض اكتئاب نفسي، والاكتئاب النفسي يُشعر الإنسان بالضعف كثيراً، ويجعله أيضاً يتخوف الأمراض وربما يتوهمها، فهذه علاقة معروفة جدّاً لدينا، وقد تمتد هذه المخاوف لتشمل آخرين، ولذا كما رأيت أن الوالدة أصبحت تخاف على الأبناء كثيراً، وبالطبع في مثل عمرها الاكتئاب النفسي كثير لدى النساء، وذلك نسبة للتغيرات الهرمونية والحياتية المعروفة.
والذي أرجوه هو أن تساند الوالدة وأن تشعر بأهميتها، وأن لا تعامل معاملة المريض، فهذا أمر ضروري جدّاً، وأتصور أنكم تقومون بذلك على أكمل وجه.

والشيء الآخر: هو أنه يمكن أن يدور شيء من الحوار معها وتطمأن دائماً، ولا نقول لها: أنت تتوهمين وأنت خائفة، بل نقول لها: الإنسان بالطبع يخاف من المرض ولكن على الإنسان أن يتوكل على الله، واسألي الله الشفاء والعافية، وأنت بخير، فمثل هذا الكلام يفيد جدّاً.
وأيضاً بالنسبة للأدوية: هناك بعض الأدوية التي تعالج ضغط الدم ربما تؤدي إلى نوع من الاكتئاب النفسي في بعض الأحيان، وهذا ليس بصورة مطلقة ولكن أعرف أن ذلك يحدث، فسيكون من الحكمة أن تراجع أدويتها مع طبيب الضغط أو يمكن أن تعرضوا هذه الأدوية على الطبيب النفسي الذي وصف لها السبراليكس.

وبالنسبة للعلاج الدوائي: نعم سوف تستفيد منه كثيراً، والسبراليكس يعتبر من الأدوية الطيبة والجيدة والمفيدة جدّاً، ولكن الجرعة المطلوبة هي 20 مليجرام بعد أن تبدأ، وقد بدأت بجرعة 10 مليجرام، ويمكن أن نقول بعد أسبوعين من بداية العلاج يمكن أن ترفع الجرعة إلى 20 مليجرام؛ لأن الأبحاث تدل أن هذه هي الجرعة الفعّالة.
ويا حبذا لو أخذت دواء آخر يعرف باسم (دوجماتيل) بجرعة 50 مليجرام صباحاً ومساء، يمكن أن تتناوله لمدة ثلاثة أشهر فقط.
وأما السبراليكس فلابد أن تستمر عليه، وأقل مدة للعلاج هي عام كامل في مثل هذه الحالات، أي أن تظل على السبراليكس لمدة عام ثم بعد ذلك يمكن أن تخفض الحبة إلى 10 مليجرام لمدة ستة أشهر أخرى، وإذا رأينا ورأيتم ورأى الطبيب المعالج أنها في حاجة للاستمرارية فيمكن أن تستمر على جرعة الـ 10 مليجرام كجرعة وقائية حتى نمنع أي انتكاسة.

نعم مثل هذه الحالات أكثر قابلية للانتكاسة ولذلك يفضل أن تكون على جرعة وقائية، فالسبراليكس يعتبر دواء فعّال، والدواء الثاني هو الزيروكسات فإنه يفيد كثيراً في مثل هذه الحالات، ولكن ما دامت بدأت بالسبراليكس فلا مانع أبداً من أن تواصل عليه بالطريقة التي وصفناها.
أسأل الله تعالى لها الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً