الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضيق التنفس بسبب كثرة الطعام وعوامل المناخ.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي مشكلتين في الجهاز التنفسي حيث أعاني من ضيق في النفس فأحس أن كمية الهواء غير كافية فأضطر إلى أخذ شهيق عميق وأقف لو كنت جالسة، وهذه الحالة لا تحدث دائماً معي وإنما في حالات وأوقات معينة خلال اليوم، خاصة وقت الظهيرة والمغرب وبعد الطعام، وبصورة عامة تزداد عندي في فصل الصيف خاصة عند ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، ويعاني أخي الأكبر من نفس المشكلة.

ثانياً: أضطر أحياناً للتعامل مع حامض الخليك الثلجي مما يسبب لي حرقة وجفافاً أو ربما خدوشاً في الحنجرة أو المجرى التنفسي، فكيف يمكن أن أتجنب سلبيات وأضرار استنشاق هذا الحامض القوي؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Russul حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن الطبيعي أن يكون وضع الجلوس أو امتلاء المعدة يسبب بعض الضيق في التنفس، وذلك بسبب ضغط عضلات البطن أثناء الجلوس أو المعدة بعد امتلائها على الحجاب الحاجز بين تجويف البطن وتجويف الصدر مسبباً انكماشاً في حيز تجويف الصدر المعتاد، ويسبب هذا الشعور ضيقاً في التنفس وأن كمية الهواء غير كافية، وهذا الشعور بضيق التنفس يزول بالوقوف بعد زوال سبب الضغط على الحجاب الحجز عن طريق عضلات البطن.

ومن ذلك يتضح لنا بجلاء الحكمة النبوية في حديث النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتصاد في الطعام وذلك في قوله:(بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)، فبين صلى الله عليه وسلم أن لا نبالغ في الاستزادة من الطعام، ولكن هي لقيمات كناية عن الصغر والقلة ليقيم المرء بها صلبه ويستطيع أن يقوم بالواجبات المنوطة به، وإن كان لابد فاعلاً من الاستزادة من الطعام فلا يملأ معدته عن آخرها بالطعام، بل ثلثها بالطعام وثلثها بالشراب ويدع الثلث الأخير فارغا حتى يتسنى له التنفس بسهولة ويسر، وإلا لو امتلأ هذا الثلث الأخير بالطعام والشراب لضغطت المعدة على الحجاب الحاجز ولتسبب ذلك بتضييق التجويف الصدري مسبباً صعوبة في التنفس.

وأما عن صعوبة التنفس مع الرطوبة أو ارتفاع درجة الحرارة فلعل سببه تحسس بالصدر، وخاصة أن أخاك يعاني من نفس الضيق، ولأن التحسس قد يكون له سبب ومرجع وراثي، أي يصيب عدداً من أفراد العائلة الواحدة، لذلك ننصح بالبعد عن مهيجات الحساسية وتناول أقراص ضد الحساسية حبة كل مساء مثل كلارا أو كلاريتين، وحاولي التقليل من الرطوبة وحرارة الجو في المكان الذي تتواجدين فيه باستخدام المراوح أو مكيفات الهواء إن أمكن.

وأما عن اضطرارك للتعامل مع حامض الخليك الثلجي والذي يسبب لك حرقاناً وجفافاً وخدوشاً في مجرى التنفس فيمكننا التقليل من هذه الأعراض باستخدام قناع على الوجه أو ماسك أثناء التعرض والاضطرار للتعامل مع هذا المركب مع التقليل من التعامل معه قدر الإمكان.

نسأل الله عز وجل أن يشفيك وأخاك وجميع المسلمين.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً