الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما العمر المناسب لنقل الطِّفل إلى حجرةٍ منفصلةٍ عن والديه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما هو السن الذي يجب فيه على الأبوين أن ينقلا طفلهما الصغير إلى حجرة نومٍ منفصلة بحيث لا يراهما أثناء الجماع؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أسعدني هذا السؤال الذي يدل على وعيك وإدراكك، ونسأل الله أن يصلح لك بيتك وذرتيك ويتولاك، ومرحباً بك في موقعك مع آبائك وإخوانٍ يتمنون لك التوفيق والسداد.

ولا يخفى على أمثالك أن حاسة البصر تبدأ في العمل بعد حاسة السمع؛ والله تبارك وتعالى يقول: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، [النحل:78]، والنجاح في التربية يكون بأن لا يسمع الطفل إلا خيراً وذِكراً، وأن لا يرى إلا طاعة وبراً، فإذا سمع خيراً وشاهد خيراً امتلأ فؤاده بالحكمة والعفة والخير.

وأرجو أن يعلم الآباء والأمهات أن الطفل ينبغي أن يبعد عن الأصوات المزعجة والمناظر المخيفة والمخلة بالآداب، وأطفالنا أدق من كل آلات التسجيل وأدوات التصوير؛ ولذلك كان ابن عمر رضي الله عنه لا يعاشر زوجته في حجرةٍ فيها طفل رضيع؛ لأنه يتأثر بما شاهد، ولذلك فنحن نوصي كل زوج وزوجته بضرورة الاهتمام بهذه المسألة الهامة.

وأما بالنسبة لنقل الطفل من حجرة أمه فذلك أمرٌ يحتاج إلى تدرجٍ وتوازن، والأم الناجحة تبتعد عن طفلها رويداً رويداً حتى يتهيأ لاستقبال حياةٍ عامرةٍ بالكدح والصراع، فتحاول أن تبتعد عنه تدريجياً حتى يخرج من الحجرة الخاصة ليكون في حجرةٍ مجاورة سهلة الفتح، ولا بأس من الجلوس معه على فراشه قبل النوم وتكرار الزيارة أثناء النوم، وإذا كان الرضاع حولين كاملين فذلك وقتٌ كافٍ للانتقال إلى مكان منفصل، ولكن ذلك لا يعني بحالٍ التوقف عن إظهار الشفقة والعطف والحنان وذلك عبر القبلات واللمسات والضم والتشجيع والاهتمام وكافة صور التواصل المادي والمعنوي.

ولا شك أن هناك عوامل تؤثر على مسألة إبعاد الطفل مثل مجيء طفلٍ جديد أو وجود طفلٍ سابق.

ونحن في الحقيقة نحذِّر من الآثار الخطيرة للابتعاد عن أطفالنا أو ترك المهمة لغيرنا، ونخوف في الوقت ذاته من آثار وأضرار القرب الزائد الذي يفقد الطفل ثقته في نفسه ويجعله إنساناً معاقاً اجتماعياً.

وبهذا يتضح لنا أهمية إبعاد الطفل منذ الوهلة الأولى التي يتبصر فيها إلى المناظر المخفية ومكان الجماع بين الرجل وزوجته.

وأما بالنسبة لإخراج الطفل من الحجرة بالكلية فذلك أمرٌ يحتاج إلى تدرج وتخطيط، والصواب أن يربط ذلك بمدة الرضاع المحددة في كتاب الله مع مراعاة الأوضاع المحيطة والحالة الصحيحة والنفسية للطفل.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، وأرجو أن نردد دعاء الأخيار الذين ذكر الله خبرهم فقال سبحانه: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)، [الفرقان:74].

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً