الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طرق الوقاية والعلاج من الثآليل الجنسية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ ثلاثة أشهر اكتشفت أنه يوجد لدي أعداد كثيرة من الثآليل الجنسية موجودة علي العضو الذكري في المقدمة، وبالذات حول طوق الحشفة وفي جميع مسام الجلد بهذا المكان، وبعد الكشف تبين أن لدي واحدة في أسفل العضو وهذه عندي منذ زمن بعيد، وكنت أحسبها زيادة لحمية من الختان، ولكن بعد زواجي بخمسة أشهر انتشرت، وأعالجها منذ ثلاثة أشهر بالكي بالتبريد وتقشير الجلد تارة وتخرج مرة أخري بعد أن تشفى.

وقد قال لي الممرض عند الكي أن أراجع الطبيب لأني لم أجد لها وجوداً، ولكني أراها، صحيح أن حجمها أصغر من البداية لكنها موجودة، وقد كان حجمها لا يتجاوز 1.5 ملي، وإلى الآن لم يرجع الجلد كطبيعته قبل المرض، ويوجد لدي جروح منذ عشرة أيام، والجلد حولها لونه أحمر وردي، وأحس دائماً بالرغبة في الحكة به، والطبيب كالعادة غير موجود فاضطررت لانتظار رجوعه من السفر بعد عشرة أيام، وأنا خائف من عدم شفائها ورجوعها مرة أخرى.

فما هي كيفية الوقاية من هذا المرض؟ وهل هناك علاج أسرع من الكي؟ وما هي المضادات الحيوية الفعالة في حالة جروح الكي؟!

وقد أخذت كريماً اسمه تتراسكلين، وكنت عند وضعه على الجرح مدة لا تقل عن عشرة أيام يسيل منه على جلد الخصية، وقد وجدت طبقة علي جلد الخصية تشبه الشمع والجلد من تحتها أحمر وبه التهاب كالجروح الطفيفة الحمراء اللامعة، وأخاف أن تكون هذه مشكلة أخرى، حيث أنني في غربة وبعيد عن زوجتي منذ ثمانية أشهر وأريد الرجوع فماذا أفعل؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأرجو منك أن تقرأ الإجابة بتمعن؛ لأنه يبدو لي أن إجابة سابقة مفيدة لم تطلع عليها أو اطلعت ولم تعمل بما جاء فيها فوصلت إلى ما أنت فيه من القلق.

وإن كنت فعلاً قلقاً مما أنت فيه فعليك بمراجعة طبيب أخصائي أمراض جلدية وليس طبيباً عاماً، وذلك لوضع التشخيص اليقيني من خلال الفحص والمعاينة والقصة السريرية ومن ثم الإجراءات التشخيصية والتي منها الخزعة، وبعد الوصول إلى التشخيص اليقيني بأن ما عندك هو ثآليل جنسية فعند ذلك يكون الحل بسيطاً، وهو استعمال مادة البودوفيللوتوكسين واسمها التجاري وورتيك كما سنورد أدناه.

ولا أدري لماذا تذهب إلى طبيب غير موجود؟ وهل هو الوحيد في البلدة التي تعيش فيها؟ وإن كنت قلقاً على حالتك فاسأل عن الطبيب الذي يحترم مهنته ومرضاه ويتواجد لعلاجهم.

وإن كان ما عندك هو مرض معدٍ وأنت متزوج فلماذا لا تعالج نفسك يقينياً وتكف عدواك عن زوجك، وكنا قد أجبناك بوضوح عن الثآليل الجنسية بما كان يتماشى مع وصفك والتشخيص الذي وصلت إليه، ونذكرك بالإجابة السابقة والذي كان من المفترض أن يغنيك عن رحلة العذاب التي تعيشها ماضياً وحاضراً، بل ومستقبلاً.

فإن وصفك يتماشى مع الثآليل التناسلية، وهي إصابة معدية بنوع من الفيروسات، وهي تتظاهر على شكل ثآليل ذات سطح مخملي غير أملس يُشبه إلى حدٍ ما نبات الزهرة أو القرنبيط، وهو يحتاج لوسط رطب للنمو والتكاثر، ويتحسن بالوسط الجلدي الجاف، وقد يتكاثر موضعيّاً بوجود العوامل المهيئة لنموه من رطوبةٍ وضعف موضعي في المناعة، ويفضّل أخذ واحدة كعينة لتأكيد التشخيص مخبرياً، وكنا قد نصحنا بأخذ واحدة كعينة لتأكيد التشخيص، فهل تم ذلك؟ وهل تم تأكيد التشخيص مخبرياً ونسيجياً؟

وبما أنه معدٍ فيجب علاج الزوجة والزوج بآن واحد، وقليلة هي المراجع التي تثبت أن عدوى الثآليل من اليد تنتقل إلى الأعضاء التناسلية، ولكنه أمر محتمل، وأنت أدرى بسبب العدوى، فإن لم تكن أنت مصاباً بالثآليل في يدك ولم تتصل بغريب ليلامس لك ذلك الموضع فالأرجح أنها ليست بثآليل، فالثآليل تنتقل ولا تخلق بدون عدوى.

والزوجة قد تكون قد أخذت العدوى منك، وقد لا تظهر عليها الأعراض بسرعة مثلك، بل قد تتأخر وقد تحتاج إلى منظار خاص للتشخيص أو العلاج، ولو أن الزوجة أخذت منك العدوى لكنت أنت مصدر العدوى لها ولأصبحت هي مصدر عدوى بالنسبة لك، ولكن إن كانت الإصابة عندك منذ ثلاثة أشهر وأنت غائب عن زوجتك منذ ثمانية أشهر فلا خوف عليها، أي أنها لم تأخذ العدوى لأنه لم يحدث تماس وعليك أن تتعالج بجدية قبل الوصول إليها.

وأما في علاجه فتُستعمل مادة البودوفيللين موضعيّاً بيد طبيب متخصص - وليس ممرضاً كما أوردت في شكواك -، وحديثاً هناك مواد جديدة مثل البودوفيللوتوكسين، وموجودة تجارياً باسم وارتيك، وتُدهن بعد الغسل والتجفيف مرتين يوميّاً لمدة ثلاثة أيام متتالية فقط أسبوعياً، أي دهن ثلاثة أيام متتالية واستراحة أربعة أيام، وقد تحتاج إلى تكرار لأسبوع آخر أو أكثر حسب الاستجابة، على أن لا تزيد عن أربعة أسابيع، وبالطبع فإن الثؤلول الذي يزيد عن 4 سم يجب علاجه تحت إشراف الطبيب، والمادة الأخيرة تعتبر من أفضل العلاجات وهي تغني عن التبريد وغيره من العلاجات، ولا أدري لماذا تلجأ إلى التبريد وتترك العلاج الحديث المفيد، ويبدو من البيانات أنك تسكن في الكويت وعلى أغلب الظن أن هذا الدواء موجود في الكويت واسمه (Wartec)، ولكن في حال عدم توفره يمكن اللجوء إلى الاستئصال الجراحي أو التخثير الكهربائي وكلاهما ليس بالأولى.

وكوقاية يمكن استخدام الواقي المطاطي في فترة العلاج للطرفين ريثما يستأصل المرض، وأقول: أنت الآن مصاب بالمرض وتحتاج لعلاج فعال، ولكن زوجتك هي التي تحتاج الوقاية إن لم تكن قد أصيبت، وبشكل عام فإن الوقاية تكون عن طريق عدم التلامس مع مصدر العدوى أياً كان، أي يجب علاج الزوجين آنياً وبشكل فعال بعد التيقن من التشخيص كما ذكرنا أعلاه.

ولا أدري من وصف لك التتراسيكلين لعلاج الثآليل فهو مضاد حيوي وليس مضاد فيروسات، وقد يكون ما تصفه هو التهاب الجلد بالتماس بسبب هذا الكريم، وأعيد وأكرر ضرورة مراجعة طبيب أخصائي أمراض جلدية وتناسلية ثقة ذو سمعة طيبة لوضع التشخيص والإشراف على العلاج قبل عودتك إلى أهلك سالماً إن شاء الله.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً