الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تشخيص اكتئاب ما بعد الولادة وسبل العلاج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا من متابعي هذا الموقع يومياً، أعاني من اكتئاب بعد الولادة، وقد أعطاني الدكتور (بروزاك) فلما لم أجد الاستفادة المرجوة غيره لي إلى (سيمبلتا وزاناكس) فهل هذا التغيير مناسب لحالتي أم لا؟ ودواء زاناكس أدري أنه من المهدئات لكنه قال لي: فقط لأسبوعين.

سؤالي: هل بعد الأسبوعين أستطيع أن أترك الزاناكس بشكل فوري؟

وسؤالي الثالث هو: هاجسي الجديد من أن أصاب بالصرع أو التشنج! مع أنه لم تحصل لي هذه الحالة لكني خائفة من ذلك، وربما سبب خوفي هو إحساسي بكتمة وضغط في الرأس والفك، فهل يتطور الاكتئاب إلى صرع؟

أرجوكم أفيدوني فأنا خائفة جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيتها الأخت الفاضلة، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

اكتئاب ما بعد الولادة ينقسم إلى عدة أنواع:

هنالك حالة من عسر المزاج تصيب 40 - 50 % من النساء في اليوم الثالث أو الرابع من الولادة، وهي حالة تعتبر بسيطة، وقد تنقشع وتنقضي وتذهب دون أي حاجة لنوع من العلاج.

النوع الثاني هو: الاكتئاب الشديد والذي ربما يكون مصحوباً بدرجةٍ عالية من القلق والتوتر، وفيه يقل النوم بصورةٍ واضحة جداً، وهذا النوع من الاكتئاب يتطلب أن يعالج بالأدوية المضادة للاكتئاب من الأنواع التي تحسن النوم وتؤدي إلى التهدئة، وفي بعض الحالات ربما يكون الاكتئاب بالشدة التي يتطلب جلسات كهربائية.

النوع الثالث هو الاكتئاب الوسط في درجته، والذي لا يتميز باضطراباتٍ كثيرة في النوم، ولا فقدان في الشهية للطعام، هذا النوع من الاكتئاب يستجيب لمعظم مضادات الاكتئاب، ويفضل أن لا تعطى الأدوية المضادة للاكتئاب من النوع الذي يزيد النوم، فالأدوية المحايدة في فعاليتها أو التي لا تؤدي إلى التهدئة والنعاس قد تكون هي الأفضل منها بروزاك، وكذلك سمبلاتا، الدواء الذي وصفه لك الطبيب، وهنالك أنواع من الاكتئاب أخرى مختلطة باضطرابات ذهانية، وهذا النوع بالطبع يتطلب المعالجة داخل المستشفى.

بفضل من الله تعالى كل الاضطرابات النفسية التي تعقب الولادة تستجيب للعلاج بصورة ممتازة جداً، خاصةً إذا التزم الإنسان باتباع الإرشادات والنصائح الطبية، وتلقي العلاج المناسب والصحيح وبالجرعة المناسبة وللمدة المطلوبة.

هذه مجرد معلومات بسيطة وتعريفية.

أرجع بالنسبة لسؤالك، والذي يتعلق بالدواء الذي وصفه لك الطبيب وهو (السمبلاتا) بعد أن لم تستجب حالتك للبروزاك.
(السمبلاتا)؛ يعتبر من الأدوية الجيدة جداً وهو يعمل على مادة (النورأدرانلين)، وكذلك يعمل على تنظيم (السيروتنين) في نفس الوقت، هو دواء جيد وفعال جداً، ولكن ربما لا يفيد كثيراً في تحسين النوم، كما أنه ليس بالفعالية والقوة الشديدة لعلاج القلق، ولكن يعرف عنه أنه دواء سليم ودواء فعال جداً لعلاج الاكتئاب.

عموماً، أرجو أن تستمري عليه، والجرعة كما تعلمين من 30 - 60 مليجراما في اليوم، وهذه الأدوية تتطلب الصبر حتى تؤدي إلى فعاليتها المطلوبة.

بالنسبة للزاناكس، هو بالطبع علاج جيد لعلاج القلق والمخاوف، ولكن كما تعرفين أنه من الأدوية التي ربما تؤدي إلى التعود، والتعود لا يعتمد فقط على طبيعة وقوة الدواء، ولكنه يعتمد أيضاً على شخصية الإنسان ومدى صبره وقدرته على كبح جماح النفس فيما يتعلق بالاستمرار في تناول هذه الأدوية.

لا مانع أبداً من أن يتناول الإنسان الزاناكس من أسبوعين حتى إلى ثلاثة أسابيع، بشرط أن لا تتعدى الجرعة 1 مليجراما في اليوم، ولابد أن تكون الجرعة مجزئة لأن الزاناكس لا يظل في دم الإنسان أكثر من ثمان ساعات.

والتوقف الفوري غير مستحسن إلا إذا كانت الجرعة صغيرة، فإذا كانت الجرعة ربع مليجراما في اليوم لا مانع أن يكون التوقف فوري، أما إذا كانت الجرعة نصف مليجراما أو أكثر فلا بد أن يكون هنالك نوع من التدرج، هذا التدرج يمكن يكون في ظرف يومين أو ثلاثة أن تنقص الجرعة إلى نصفها ثم إلى ربعها ثم توقف.

هذا هو الأفضل حتى لا يؤدي الدواء إلى نوعٍ من ردة الفعل السلبية تتمثل في الشعور بالقلق والتوتر.

أما بالنسبة لسؤالك الثالث؛ وهو هذه الهواجس التي أصابتك بأنك مصابة بمرض الصرع، هذا بالطبع نوع من قلق الوساوس، هذه الأفكار قد تفرض نفسها على الإنسان، ويعرف أيضاً أن الوساوس قد تكثر ما بعد الولادة، وقد تكون مصاحبة لحالة الاكتئاب.

عموماً، هذا النوع من الوساوس يعالج بمحاولة تحقير الفكرة، وطردها، وعدم تقييمها، وإجراء حوار داخلي مع النفس بأنك والحمد لله لست مصابة بهذا، فلماذا تشغلين نفسك بهذا الأمر؟

هي قناعات داخلية يستطيع الإنسان أن يبنيها بتغيير تفكيره من تفكير سلبي إلى تفكير إيجابي، وبالطبع لا توجد أي علاقة ما بين الاكتئاب والصرع، هذا أؤكده لك تماماً، الصرع هو نتيجة لاضطراب في كهرباء الدماغ، ينتج من بؤرة معينة، أما الاكتئاب في مفهومه البايلوجي ناتج عن اضطراب في كيمياء الدماغ، لا علاقة توجد بين الاثنين، وأرجو أن أؤكد لك بصورة قاطعة أن الاكتئاب لا يتطور إلى مرض الصرع مطلقاً، فأرجو أن تطمئني.

أنا لا أريد حقيقة أن يعقد الموضوع، ولكن إذا استمرت معك هذه الوساوس، ولم تستطيعي طردها بالطريقة الإرشادية البسيطة السابقة الذكر، ربما يكون من الأفضل أن تغيري (السمبلاتا) إلى دواء آخر يعالج الخوف والوساوس والاكتئاب والقلق في نفس الوقت، وبالطبع سيكون (السبراليكس) هو الخيار الأفضل، فالسبراليكس يعرف عنه أنه دواء جيد جداً في علاج كل هذه الحالات، وجرعته هي 10 مليجراما ليلاً لمدة أسبوعين، يمكن أن ترفع بعد ذلك إلى 20 ميلجراما، ويستمر عليها الإنسان لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى 10 مليجراما ليلاً لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عنه.

أنا لا أدعوك لتغيير السمبلاتا على الفور، ولكن هذه مجرد معلومة علمية، وددت من خلالها أن تتعرفي على الدواء الأفضل والأنجع إذا ظلت معك الوساوس والمخاوف.

أسأل الله لك الشفاء والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً