الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإيمان بالكتب السماوية لا يعني اهتداء أتباعها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي سؤال طرحته عليَّ صديقة من ديانةٍ أخرى ولم أستطع إجابتها، وهو: كيف نؤمن بالإنجيل والتوراة ولا نؤمن باليهود والمسيحيين؟ ولقد كان دين موسى وعيسى عليهما السلام هو الإسلام، فلماذا سموا اليهود والمسيحيين كذلك، وتنسب هذه الديانات لسيدنا موسى وعيسى فقط؟

سيدنا موسى رسول اليهود فقط، وسيدنا عيسى رسول المسيحية فقط، حتى أن هناك من يقول: هم ليسوا رسلنا، نحن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فقط؛ رسول الإسلام، وعيسى عليه السلام رسول المسيحية، وموسى عليه السلام رسول اليهود.

أرجو توضيح هذا الأمر لي ولمن لا يعلم، وشكراً لجهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وداد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نحن نؤمن بالتوراة والإنجيل والزبور؛ لأنها كتب الله المنزلة على رسله موسى وعيسى وداود عليهم وعلى رسولنا الصلاة والسلام، ولكننا لا نصدق ولا نعترف بما عليه اليهود والنصارى؛ لأنهم حرفوا كتب الله وبدلوها ولعبوا فيها، حتى أصبح للتوراة نسخ مختلفة، وكذلك للإنجيل نفسخ عديدة، كما أن هذه الكتب نزلت مبشرة ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي جاء في التوراة صفاته، وبشر به نبي الله عيسى، واليهود والنصارى يعرفون النبي محمد كما يعرفون أبناءهم، ولكنهم لما بُعث كفروا وجحدوا، وكان اليهود يقولون للعرب سوف يبعث نبي وسوف نؤمن به ونقتلكم (فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ) [البقرة:89].

أرجو أن يعلم الجميع أن الرسل جاءوا يحملون رسالة الإسلام، والأنبياء جميعهم رسالتهم واحدة، وأممهم مختلفة.

إن رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، فإن الله لا يقبل من أحدٍ على وجه الأرض صرفاً ولا عدلاً حتى يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، ولو كان موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام حياً ما وسعه إلا أن يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم، وسينزل نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان فيكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويسوس الناس بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي بشر به قومه ودعاهم للإيمان به إذا بعث، لكنهم ضلوا الطريق فكانوا من الضالين.

هناك فرق كبير، فالرسول صلى الله عليه وسلم بعث رحمة للعالمين، ورسالته عامة لكل أهل الأرض بخلاف بقية الرسل الذين بعثوا لأقوامهم فقط ولمدة معينة.

وبالله التوفيق والسداد

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً