الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ازدواجية الشخصية لدى المرأة وكيفية معالجتها

السؤال

بارك الله فيكم.
إن مشكلتي عظيمة جداً، أنا مزدوجة الشخصية وعلى علم بذلك، وأنا نادمة جداً، وكلما حاولت التراجع -لأنني على يقين بأن هذا غش وكذب- لا أمكث ثم أعود لما كنت عليه، فأنا أجد في ذلك متعة، والأمر بالتفصيل أني أصادق بعض الصديقات عن طريق الإنترنت - هذا العالم المجهول الذي لا يرى فيه أحد محدثه - وأظهر لهم بشخصيات عدة، والحقيقة أني أنا الواحدة.

سمعت أنه ليس لذلك علاج! والله يعلم بحالتي، فلقد ظللت أبكي يوماً كاملاً على حالي وندمي وعجزي وعدم استطاعتي على مقاومة نفسي في الوقت ذاته، فهلا استطعتم بعون الله مساعدتي أم أنه لا أمل فيّ؟
وجزاكم الله عني خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راجية صلاح النفس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً، والمؤمنة لا تكون كذابة لأنها تدرك أن لعنة الله على الكاذبين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبغض الكذاب، وكان لا يقبل عليه حتى يعلم أنه أحدث توبة، وأرجو أن تعلمي أنك تخدعين نفسك بالدرجة الأولى، وإلا فإن معظم من في الإنترنت يدركون أن بعض الرجال يدخلون بأسماء نسائية وكذلك العكس، وربما استمر بعضهم في الكذب حتى يصدق كذبه، ووسائل الإعلام والاتصال تقوم على الكذب إلا القليل منها، بل إن هناك من يرفع شعار: اكذب اكذب حتى يصدقك الناس. والإسلام دين يحب الوضوح، وذو الوجهين لا يكون عند الله وجيهاً، وهو شر الناس؛ لأنه يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، والمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبمراقبته، فإنه يعلم السر وأخفى، واعلمي أنه سبحانه يمهل ولا يهمل ويستر على الإنسان، فإذا استمر وتمادى هتكه وفضحه وخذله، وإذا خدعت الناس فأين الله؟ وما هي الثمار الحاصلة لك من وراء ممارسة الخديعة والتلون؟ ولماذا لا تشغلين نفسك بالمفيد وتكثرين من تلاوة القرآن المجيد؟

وفي الختام أعلن لك عن سرورنا بتواصلك مع الموقع، ولك منا التهنئة على هذا السؤال الذي يدل على أن بوادر الخير بدأت تتحرك في نفسك، وأنت بإذن الله سوف تعودين إلى الصواب فتوبي إلى ربك واعلمي أنه التواب، وأبشري فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

ومما يعينك على الثبات بعد التوبة ما يلي :-

1- اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.

2- مجالسة الصالحات، وحضور المحاضرات، ومراقبة رب الأرض والسموات.

3- محاسبة النفس قبل حلول الأجل؛ فإن كثرة المحاسبة للنفس تقلل الأخطاء، وتقرب الإنسان من رب الأرض والسماء.

4- إدراك عواقب الكذب والخداع.

5- وضع الإنترنت في أماكن مفتوحة.

6- تجديد التوبة وتكرارها حتى يكون الشيطان هو المخذول.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية زائر

    الإخوة الملتزمون بالإسلام تنقصهم ثقافة المجتمع ( مع الأسف ) !!
    فهم يعالجون من خلال رؤية الإسلام العامة ولا يجيدون التعامل مع التفاصيل !!
    فتجد العلاج لكل الحالات واحد وهي حالات مختلفة !!
    فمثلاً شخصية مثل الشخصية المزدوجة تحتاج إلى أن توعى بشيء هام وهو ((نظرة الناس لك)) أعتقد أننا إذا تناولنا الأمر من هذا الجانب يمكن أن نوعي المريض بجوانب لايدركها ؟؟
    أو قل مثلاً ((مالدوافع لهذا العمل؟؟))
    ونبدأ بطرح الحلول المناسبة ..
    ثم يأتي بعد هذا كله رأي الإسلام في هذه الشخصية ...
    أعتقد أن هذا هو مابحثت عنه السائلة ولكن الإخوان هربوا للعموميات كحل دبلوماسي !!!
    آمل تقبل بصدر رحب وشكراً ..

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً