الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ظهور بعض الآثار الانسحابية عند التوقف عن دواء الإيفكسر

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيراً على ما تبذلونه من جهودٍ كي تساعدوا إخوانكم.

وسؤالي: منذ عامين تقريباً عانيت من انهيار عصبي صاحبته هلوسة ووسوسة من الأمراض وخاصة الخبيثة منها، ولقد ذهبت للطبيب المختصّ فأعطاني في المرة الأولى دواء (Effexor) بمعدل (37.5 مغ)، ثمّ أبدله بالدواء (Rosal) بمعدّل (40 مغ) في اليوم مع (Lisanxia)، وخلال تناولي للدواء تحسنت حالتي كثيراً - ولله الحمد - حيث إنّه ذهب عنّي الخمول والكسل اللذين كنت أشعر بهما، كما ذهبت الوسوسة أيضاً، حيث إنّ الوسوسة كانت تأتيني عندما أشعر بخمولٍ في جسدي، أو طنين في أذني في بعض الأحيان، أو دوخة، وعندها تبدأ معي الوسوسة والهلوسة.

وبعد تناولي الدواء لمدّة ستة أشهر ونصف تقريباً تفطنت إلى أنني حامل، فاضطررت لوقف الدواء، وفي البداية شعرت بالخمول والأعراض التي ذكرتها سابقاً، ولكني تحملت من أجل الجنين، والآن وبعد مضي سبعة أشهر تقريباً على توقفي عن الدواء، أشعر دائماً باكتئاب ودوخة صغيرة في رأسي تزداد وتنقص حسب الحالة النفسية التي أكون فيها، فمثلاً لو انزعجت تزيد معي حدّة الدوخة، وفي بعض الأحيان أحس كأنني سأسقط ولكن لا يحصل ذلك، والآن أريد أن أعرف هل هذه الأعراض هي بسبب توقفي عن الدواء؟ وإن كان كذلك فكم يمكن أن تبقى معي هذه الأعراض؟ وهل هي أعراض عادية لهذا المرض؟

وبالله التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمّ أحمد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه يُعرف عن الإيفكسر أنه دواء جيد جداً لعلاج الاكتئاب والقلق، إلا أنه قد يؤدي إلى آثارٍ انسحابية تتمثل في الشعور بالدوخة والتنميل وربما التوتر، ويحدث ذلك إذا توقف الإنسان فجأةً عن تناول هذا الدواء.

وقد تستمر أعراض الانسحاب هذه من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وبما أنكِ قد توقفت عن الدواء لمدةٍ أطول من ذلك فيصبح من المستبعد أن الأعراض التي تعانين منها الآن هي آثار انسحابية، وإنما هي رجوعٌ للأعراض الأساسية للقلق والاكتئاب والخوف المرضي، ولكن بدرجةٍ بسيطة ولله الحمد.

ونصحيتي لكِ هو أن تتناسي هذه الأعراض، وأن تُشغلي نفسك بأن تكوني أكثر فعالية في القيام بواجباتك الأسرية، والاستعداد لقدوم المولود بإذن الله تعالى.

كما أنصحك بعدم التردد الكثير على الأطباء؛ لأن ذلك ربما يزيد من الوساوس المرضية، وإذا استمرت معك الحالة بصورة لا يمكن تحملها، فلا مانع من تناول العقار الذي يُعرف باسم بروزاك بمعدل كبسولة واحدة في اليوم، ويمكنك تناوله أثناء الحمل وأربعة أشهر بعد وضع الجنين، وهذا إن شاء الله سوف يكون واقياً لك من اكتئاب ما بعد الولادة، وأود أن أضيف بأن البروزاك من الأدوية السليمة جداً في أثناء الحمل، ويعتبر تناوله مقبولاً مع الرضاعة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً