الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى إمكانية صيام رمضان للمصاب بمرض نشاط الغدة الدرقية

السؤال

هل يمكن لمريض زيادة نشاط الغدة الدرقية الصيام في رمضان؟ وكيف يكون صيامه هل هو آمن مع وجود ضربات قلب سريعة، فأحياناً يستيقظ على ضربات قلب سريعة؟
وكيف يمكنه زيادة وزنه مع وجود إسهال يروح ويأتي مع مواظبة العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمع إطلالة كل رمضان يتساءل كثير من المرضى فيما إذا كانوا يستطيعون الصوم أم لا؟ وفيما إذا كان صيام رمضان يزيد من مرضهم سوءاً، أو يفاقم من أعراضهم أم لا؟ وكثير من المرضى من يريد الصيام، وهو لا يقوى عليه، أو قد يكون في صيامه عبء على مرضه.

ومرض فرط نشاط الغدة الدرقية ينجم عن إفراز كميات زائدة من هرمون الثيروكسين، ويشكو المريض عادة من تضخم في الغدة الدرقية (في أسفل الرقبة) ونقص في الوزن ورجفان وخفقان، ومن خصائص هذا المرض أن هناك زيادة في معدل الاستقلاب في الجسم، بحيث يتناول المريض كميات زائدة من الطعام، وعلى الرغم من ذلك ينقص الوزن بالإضافة إلى الأعراض الأخرى من عصبية زائدة وإسهال.

وطبعاً كل هذه الأعراض تعتبر عبئاً على المريض، وفي كتاب للدكتور حسان شمسي باشا - اسمه الدليل الطبي للمريض الصائم - يذكر فيه" أن مرضى فرط نشاط الغدة الدرقية يمكنه الصيام إن كانت حالته مستقرة بشرط استمرار أخذ الدواء ".

وهذا يعني أن تقدر الأمور بنفسك، فإن رأيت أن هناك مشقة عليك بسبب أعراضك، وبسبب الإسهال، فعليك بالإفطار الآن، ومن ثم الصيام متى استقرت الأعراض؛ لأنك كما تعلم أن الأدوية تسيطر على الأعراض، ويمكن أن يعود الوضع للوضع الطبيعي بإذن الله.

وكما تعلم فإن الله رخص للمريض الذي يجد مشقة في الصيام أن يصوم بدلاً عنها متى تحسنت حالته، (والله يحب أن تؤتى رخصه كما تحب أن تؤتى عزائمه).
فأنت - يا أخي - اعزم وانو الصيام، واطلب من الله المعونة، ثم إن رأيت أن الأمر قد شق عليك فخذ بالرخصة وافطر؛ لأن الله لا يريد بعباده إلا الرحمة.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً