الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكتب القيمة التي تعين في تربية الأبناء

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أنا لدي بنت وولدان، وكل ما أرى الدنيا وضياع البنات والشباب أشعر بقلق شديد كيف سأقوم بتربيتهم على الدين، مع العلم أني موظفة ونحن -والحمد لله- بحاجة للوظيفة فلا أستطيع أن أترك عملي وأتفرغ لتربية أبنائي ولكني أجاهد نفسي، ولم أقبل أن أجلب خادمة لبيتي كي لا يروق لنفسي وأعتمد عليها جزئياً أو كلياً في تربية أبنائي.

أخاف أن لا يكونوا كما أريد كلهم ما زالوا تحت الأربع سنوات، لكني قلقة بشأن التربية... أخاف أن يكون أسلوبي معهم خاطئاً، فهل لكم إن كنتم تعرفون كتاباً قيماً أو محاضرات قيمة لتربية الأبناء في مثل هذا السن لزرع المكارم والأخلاق العالية لا العادات.
وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم علاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن خوفك على مستقبل أطفالك وحرصك على صلاحهم هو أول وأهم خطوات النجاح بعد توفيق الكريم الفتاح، وقد أسعدني حرصك على تولي المهام التربوية بنفسك، واعلمي أن التربية بضاعة لا يجوز استيرادها ولا جلب من يقومون بها؛ لأن التربية تنبع من عقيدتنا ومن كتاب ربنا وهدى نبينا صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى العادات الموافقة لشريعة خالقنا سبحانه.

وأرجو أن تعلمي أن أطفالك في هذه السن يحتاجون إلى جرعات من العطف والاهتمام والأمان والثقة والاحترام، كما أرجو أن يكون للأب دور في التربية.

ولا يخفى عليك أن الأطفال في هذه السن أدق من كل أدوات التسجيل وآلات التصوير، وأرجو أن لا يروا منكم إلا الخير ولا يسمعوا إلا كل نافع وطيب، وقد قال معاوية لمؤدب أولاده: (ليكن أول ما تبدأ به من تأديب أبنائي تأديب نفسك فإن أعينهم معقودة بعينيك، فالحسن عندهم ما استحسنت والقبيح عندهم ما استقبحت)، وقد صدق رضي الله عنه، فإن أطفالنا يتأثرون بنا وينتفعون بصلاتنا وصلاحنا ودعائنا، كما أرجو أن تتفقوا على خطة واحدة ومنهج رشيد للتربية مع ضرورة إشاعة العدل بين الأبناء، وغرس العقيدة في نفوسهم، وأرجو أن تسارعوا بإرسالهم إلى مراكز ودور التحفيظ.

أما بالنسبة للكتب فهي ولله الحمد كثيرة جداً، ومن أحسن ما كتب في هذا المجال – كتابات الأستاذ/ عدنان باحارث، وكتاب تربية الأولاد لعبد الله ناصح علوان، ومحو الأمية التربية لمحمد إسماعيل المقدم ( أشرطة ) بالإضافة إلى أشرطة الأستاذ/ محمد الدويش وموقعه على الإنترنت المسمى ( المربي )، وأرجو أن تستفيدي من الاستشارات التربوية في موقعك الشبكة الإسلامية، وهناك موسوعة التربية العملية للطفل للدكتورة هذية أحمد الشاش، والموسوعة العلمية الحديثة للأستاذ/ محمد سمير المنير، وتربية الطفل في الإٍسلام للأستاذ/ عبد السلام عطوة الفندي، بالإضافة إلى كتاب فن تربية الأولاد في الإسلام للأستاذ/ محمد سعيد مرسى، وننصحك بسماع أشرطة الأستاذ/ هاني العبد القائد، وألبومات عبد الكريم بكار.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله فإنها أهم الوسائل المعينة على الصلاح والنجاح، وعليك بكثرة اللجوء إلى الله.

ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأرجو أن نردد قول الله: (( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ))[الفرقان:74].

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً