الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اكتئاب بعد الولادة .. الأسباب والعلاج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي هي أنني بعد ولادتي بقليل أشعر بأني متوترة وخائفة ومكتئبة، وأفكر في أسوأ الأشياء، وكأني ليس في ذاكرتي سوى أشياء سلبية، حتى لو حاولت أن أفكر في أشياء إيجابية لا أجد شيئاً سوى السلبيات، وأضخّم كلّ الأمور.
كما أني أشعر بضغط في الجهة اليسرى من رأسي وأذني اليسرى والوجه، مما يزيد في الاكتئابي وخوفي.
وقد زارني الطبيب في البيت وكتب لي هذا الدواء: (دوقماتيل وتونيكالسيوم) تحسنت حالتي قليلاً ولكن دائماً أشعر باكتئاب، خصوصاً وأني أقضي وقتاً طويلاً بمفردي مع المولود، وابني وعمره ثلاث سنوات ونصف.
أود أن أخبركم أني أصبت بانهيار عصبي منذ سنتين ونصف تقريباً، وتناولت دواء اسمه روزال وقد تحسنت حالتي جداً خلال تناولي لهذا الدواء، ولكن الآن لا أستطيع تناوله لأني أرضع.
فبماذا تنصحوني؟ وهل هذه الأمور عادية في هذه الظروف؟
بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمّ أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيتها الأخت الفاضلة يعرف أن اكتئاب ما بعد الولادة يصيب عدد كبير من النساء هنالك دراسات تشير أن حوالي 50إلى 60% من النساء قد يشعرن بشيء من الكآبة والقلق وعسر المزاج ابتداء من اليوم الثالث بعد الولادة، وهذه الحالات تنتتهي تلقائياً بعد خمسة أيام إلى أسبوع، أما 10% من النساء فربما يصبن باكتئاب حقيقي يكون أشد وأكثر إطباقاً، ويستمر لمدة أطول، وهذا بالطبع يتطلب العلاج.
أنا أرى أن حالتك إن شاء الله هي حالة بسيطة، وهو نوع من الاكتئاب البسيط وليس الاكتئاب المركب أو المعقد. وبالطبع هنالك الكثير من النظريات حول أسباب هذا النوع من الاكتئاب، هنالك من يتحدث عن عدم التوازن الهرموني وهنالك من تحدث عن صعوبة الولادة وما يترتب عليها، وهكذا.
المطلوب بالطبع هو أن تكوني أكثر تفاؤلاً، وأن تدفعي نفسك إلى أن تهتمي بطفلتك، وأن تستثمري وقتك، وأن تكوني إيجابية في تفكيرك.
أرى أنك محتاجة لأحد الأدوية المضادة للاكتئاب والذي لا يؤثر كثيراً على الرضاعة، والدواء الأفضل والأحسن هو زيروكسات، وهو من الأدوية الطيبة جداً، ويعرف أنه يفرز بنسبة ضئيلة جداً في الحليب مما لا يؤثر إن شاء الله على الطفلة، وأرجو أن تبدئي بجرعة نصف حبة 10 مليجرام، وتستمري عليها لمدة أسبوعين، وإذا أحسست بشيء من التحسن فاستمري على نفس الجرعة الصغيرة، هذا ربما يكون هو الأسلم والأحوط ما دمت سوف ترضعين الطفلة.
أما إذا لم تحسي بتحسن حقيقي فبعد شهر من تناول نصف حبة يومياً يمكن أن ترفعيها إلى حبة كاملة في اليوم، وهذا إن شاء الله أيضاً لن يؤثر على الطفلة.
بالنسبة للدغمتيل أرى أنه دواء جيد لعلاج القلق، ولكنه ليس مفيداً كثيراً في علاج الاكتئاب، كما أنه ربما يرفع من هرمون الحليب، وعليه يمكن التوقف عن تناوله.
من الأفضل أن تستمري على الدواء لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك يمكنك التوقف عن الدواء إذا كانت الجرعة هي نصف حبة من الزيروكسات فيمكن أن تتوقفي دون أي إشكالية، أما إذا كانت الجرعة هي حبة كاملة فبعد انقضاء الثلاثة الأشهر أرجو أن تخفضي الجرعة إلى نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أؤكد لك أيتها الأخت الفاضلة أن هذه الحالات تستجيب للعلاج وللدواء بصورة فعالة جداً، وأسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً