الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تنصحون بترك العمل لعدم الارتياح فيه؟

السؤال

السلام عليكم..

أعمل في شركة مقاولات كبرى كمحاسب لخدمة العملاء، ولكن عملي مرهق وأعمل من 9 صباحاً إلى 9 مساء، وأقابل أنواعاً مختلفة من البشر منهم المستفز والمتكبر، وفي المقابل أتقاضى راتبا 750 جنيها وأنا متزوج، وأصبح لدي شعور بكره هذا العمل، وأصبحت أؤديه ومعنوياتي في الأرض، كما إني أشعر أني أظلم نفسي ببقائي في هذا العمل وأن الله سيحاسبني عن رضائي بهذا الوضع، ولكني سعيت كثيراً لإيجاد عمل آخر أرتاح فيه فلم أوفق، فما نصيحتكم أيها السادة الكرام؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يوسع رزقك وأن ييسر أمرك وأن يشرح صدرك، وأن يوفقك في عملك وأن يبارك لك.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه وكما لا يخفى عليك أن مسألة الأرزاق من المقادير التي قدرها الله قبل خلق السموات والأرض، وأن العبد قد قدر الله له رزقه وحدده ولم ولن تحدث نفس حتى تستوفى رزقها وأجلها، وشاءت حكمة الله وإرادته أن يفضل بعض الناس على بعض في الأرزاق لحكمة يعلمها جل جلاله ثم طلب منا السعي والأخذ بالأسباب، حيث قال جل وعلا (( فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ))[الملك:15].

فجعل الأكل يترتب على الحركة والمشي، وأجاز للإنسان أن يضرب في الأرض ويتحرك في جناباتها طلباً للرزق الحلال، فما دمت قد شعرت بالضيق من هذا العمل وعدم الرغبة فيه فيمكنك البحث عن غيره خاصة وأن الوقت والجهد الذي تبذله ليس بالهين، إلا أني أنصح بعدم ترك العمل حتى توفق لعمل آخر، حيث أن فرص العمل قد لا تكون متوفرة بالصورة التي تريد وأنت رجل لديك أسرة والتوقف عن العمل يعني انعدام الدخل وقطعاً هناك مصاريف ضرورية من إيجارات وتعليم وعلاج وطعام وغيرها، لذا أكرر نصحي بعدم التعجل، وإنما عليك بالصبر والدعاء بسعة الرزق، واجتهد في صلة الرحم فإنها من أسباب التوسع.

مع تمنياتنا لك برزق طيب مبارك.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً