الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس مستمرة في الوضوء والصلاة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم أولاً على مساعدتكم للناس فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة) أسأل الله أن يفرج عنكم.

مشكلتي هي وساوس مستمرة في الوضوء والصلاة، وقد أتعبتني كثيراً، وأنا إمام لأحد المساجد، ولا ألتفت نهائياً لهذه الوساوس مهما كانت ولله الحمد، ولكنها أضاقت صدري، وكلما تذكرته تتغير نفسيتي ومزاجيتي وقد أصبحت سريع الغضب، وأنا إذا فكرت في أي أمر من أمور الدنيا إما دراسة أو تجارة أو مستقبل وسعيت له يصبح هاجساً يصاحبني ليلاً ونهاراً، ويؤرقني، وقد عرضت نفسي على طبيب وصرف لي الفافرين واستخدمته، ثم عرضت نفسي على طبيب آخر فصرف اللوسترال واستمريت عليه، ولكنه غالي الثمن، وقد تحسنت لفترة ولم أعد أستطع الذهاب لطبيب نفسي لكثرة المبالغ، فأرجو أن تصف لي طريقة للخلاص من هذه الحالة التي أتعبتني، وما هو الدواء المناسب إذا كان لابد من الدواء لأني تعبت كثيراً وأريد أن أمارس حياتي الطبيعية بمرح وسعة صدر؟ وهل الفافرين أفضل؟ وكيف أتعامل مع الجرعة؟ وهل عندي قلق؟ وكيف العلاج بارك الله فيكم؟

مع العلم أني لا أستخدم الآن أي علاج، وقد أوقفت اللوسترال ما يقارب ستة أشهر، وأنا متزوج ولدي ولد، وأنا نحيل الجسم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راجي رحمة الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.
أخي الكريم! أولاً أود أن أؤكد لك أن الوساوس هي من الابتلاءات التي ربما تكون دليلاً على حسن إيمان المؤمن، والوساوس بأنواعها المختلفة تكثر حول العقيدة، وبفضل الله تعالى لي تجارب كثيرة مع بعض الإخوة الذين نحسبهم من الصالحين ولا نزكي على الله أحداً، وقد ابتلوا بهذه الوساوس، وبفضل الله تعالى تم شفاءهم تماماً؛ وذلك بصبرهم ومقاومتهم لهذه الوساوس، وعدم اتباعها مطلقاً، بل تحقيرها والقيام بما هو ضدها ومخالف لها، وأنت الحمد لله تسير على نفس المنهاج، فقط بقي لك العلاج الدوائي، والذي أراه ضرورياً لعلاج الوسواس الذي لديك، وكذلك التوتر والعصبية، وسرعة الانفعال، وعسر المزاج المصاحب.

لا شك أخي أن الأدوية قد تكلف في بعض الأحيان فأسأل الله تعالى أن يسهل لك أمر الحصول عليها.

الفافرين والاسترال هي أدوية جيدة ولكن البروزاك ربما يكون الأفضل خاصة أنه يوجد منه أنواع تجارية فعالة وليست مكلفة نسبياً، فأرجو الحصول على البروزاك التجاري والاسم العلمي له هو فلوكستين وجرعة البداية هي 20 ملغم يومياً لمدة أسبوعين ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى 40 ملغم (كبسولتين)في اليوم، ولابد أن تستمر على هذه الجرعة لمدة عام على الأقل بعدها تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم وتستمر عليها لمدة سنتين، وهذه هي الطريقة العلاجية والوقائية، علماً بأن البروزاك بجانب فعاليته يعتبر من الأدوية السليمة جداً حتى لو تناوله الإنسان لسنوات.

أسأل الله تعالى أن يجعلك لك فيه خيراً، وأنا على ثقة كاملة أنك سوف تشفى من هذه الوساوس بإذن الله تعالى.

وبالله التوفيق.
---------------------------------
انتهت إجابة الدكتور ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول علاج القلق بالوسائل السلوكية: ( 261371 - 263666 - 264992 - 265121 )، ووساوس الطهارة والصلاة: ( 262448 - 262925 - 262925 - 261359 - 262267 ).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً