الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تقرب الشاب من خطيبته ضمن الحدود الشرعية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا شاب في الثالثة والعشرين من عمري، وبمجرد انتهائي من الكلية وفقني الله في إيجاد فرصة عمل في الخارج أثناء فترة الدراسة، وبالرغم من الانفتاح الرهيب والاختلاط الشديد بين الولد والبنت وخاصة في الجامعة لم تكن مثل هذه الأمور تشغل بالي بقدر ما كانت دراستي تهمني، فكان الكتاب عندي هو الصديق والحبيب برغم انتقاد زملائي الذين كانوا يحاولون أن يجعلوا مني فاشلا، لكني لم ألتفت إليهم وأنهيت الدراسة بنجاح ولله الحمد.

بعد سفري إلى الخارج بحوالي أربعة أشهر وجدت أبي يتصل بي ويقول أنه يريد أن يخطب لي إحدى الفتيات، رغم أنني لم أر هذه الفتاة إلا مرة أو مرتين، وكان ذلك مصادفة فقد تكون مارة في الشارع، ولم نجلس معاً ولم يكن بيننا أي كلام، لكنها ولله الحمد على خلق وأدب ولها سمعة طيبة في قريتنا، وهذا قد شجعني على الارتباط بها، لكني لم أتذكر شكلها، وقد أرسلت لي بعض صورها بعد الخطوبة، وكثيراً ما أتصل بها هاتفيا، وهي تريد أن تتقربالإنترنتأكثر.

أريد أن نعرف بعضاً ونرفع الحياء بيننا، حيث إني -إن شاء الله- عندما أرجع إلى مصر سنتزوج، فليس أمامنا فترة كافية للجلوس والحديث، فكيف نفعل هذا في إطار ديني بحيث لا نغضب الله عز وجل؟ وكيف أجعلها تشعر بأنها جزء مني وأنه لا فرق بيننا؟!

علماً بأننا تعاهدنا سوياً أمام الله بأن لا يفرقنا إلا الموت، وحين نتكلم معاً نتكلم كالزوجين، وأريد أن أعلمها مبادئ الحياة الزوجية، فكيف أفعل هذا بحيث لا أغضب الله؟ وهل إذا تكلمنا في الأمور الجنسية فيه محظور شرعي؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إننا لا ننصح بالكلام في الأمور الجنسية قبل كتب الكتاب، ولا مصلحة في إثارة الغرائز، وسيحصل الانسجام ولا داعي للقلق، وطالما كانت الفتاة مؤدبة وأهلها معروفين بالنسبة لك ولأهلك فعجل بإتمام المراسيم، وبعد أن تصبح زوجتك عندك سيحصل الانسجام والتفاهم الحقيقي؛ لأن هذه فترة مجاملات ولا تفيد كثيراً في المعارف المزعومة، لأن كل طرف لا يظهر إلا الإيجابيات دون السلبيات.

كم تمنيت أن تحافظ على وقارك حتى تتمكن من إتمام المراسيم، فإن الحديث عن المسائل الجنسية يفتح عليكم أبوابا أنتم في غنى عنها، ويوقظ أفعى الشهوات من سباتها، ولا شك أن التفكير في الأمور الجنسية يؤثر على النواحي النفسية والعلمية، وقد يدفع الإنسان إلى ممارسات خاطئة تؤثر عليه في الدين والدنيا.

أرجو أن تعلم أن الحياء لا يأتي إلا بخير، وأن الأمور تأخذ وصفها الصحيح بعد إتمام المراسيم والدخول، ومن هنا تتجلى عظمة هذه الشريعة التي تجعل الحب الحقيقي يبدأ بالرباط الشرعي ويزداد ثباتاً ورسوخاً بالتعاون على البر والتقوى.

لا يخفى على أمثالك أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، ولا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها كما أن الخطبة لا تبيح للخاطب أن يتحدث في الأمور الجنسية لأن الزواج قد يتأخر أو لا يتم أصلاً فتكون الأضرار كبيرة على الطرفين، وكم من خاطب ترك الفتاة بعد سنوات، وكم من فتاة كونت علاقة مع شاب ثم كان قدرها أن تتزوج بغيره فعاشت الخصام والنكد.

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بعدم استعجال هذه الأمور، واعلم أن خير البر عاجله، فلا تتأخر في إكمال المراسيم، وتوجه إلى من بيده مقاليد الأمور.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً