الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي الكبير يضرب أخاه الصغير

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رزقني الله طفلين: الأول عمره سنة وسبعة أشهر، والثاني عمره أربعة أشهر، طفلي الكبير يضرب أخاه كثيراً، ويغافلني كثيراً، ويقوم بعضّه.

علماً بأنني لا أكترث كثيراً للصغير، فقط أبدل حفاظته، وأرضعه، وأحس بأنه مظلوم مع أخيه من حيث عدم لعبي معه، وقلة اهتمامي به، وأحياناً يقوم الكبير بإبعاد الصغير عن ثديي أثناء إرضاعه ويقوم هو بالرضاعة (حيث إنه فقط يقلد حركة الرضاعة) وأحياناً يأتيني ويطلب مني إرضاعه....فكيف أعمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سيف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسال الله أن يحفظ لك طفلك الصغير، وأن يبارك لك في الكبير، وأن يلهمك ويجنبك معصية القدير، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك التوفيق في الدنيا والفلاح في المصير.

أرجو بداية أن أقول لك: لا تنزعجي من تصرفات طفلك الأكبر، فإن اهتمامك وانزعاجك يدعوه للتمادي؛ لأنه بذلك نجح في لفت الانتباه والأنظار إليه خاصة إذا شم شكواك للأخريات، كما أرجو أن يشكل والده حضورا ومشاركة في التربية، وأن يأخذه معه في بعض الأحيان في السيارة وإذا كان الأب مشغولا فيمكن أن يقوم بهذا الدور خاله أو جده مثلاُ.

وكم تمنينا أن تكون هناك تهيئة نفسية له قبل قدوم أخيه إلى الدنيا، وذلك كأن نقول له سوف نأتي لك بطفل يحبك ويشاركك في اللعب، ومما يساعد في العلاج – بعد توفيق الله – إضافة إلى ما ذكرنه ما يلي:

1- اللجوء إلى الله الذي يجيب من دعاه.

2- الحرص على طاعة الله فإن أولادنا يصلحون بطاعتنا لله، حتى قال سعيد بن المسبب لولده: (والله إني لأطيل في صلاتي لأجلك).

3- عدم الثناء على المولود الجديد والكلام عنه دون البدء بالكبير، وهذا يحدث من الضيوف والأقارب حين يأتي من يقول ما أجمل هذا الطفل؟ إنه يشبه فلان والطفل الذي يكبره يسمع ويتحسر.

4- عدم معاقبته عند عدوانه على أخيه، وخاصة من جانب الأم؛ لأن ذلك يشعره أن الصغير مقدم عليه.

5- إذا كان لابد من التهديد والتخويف فالأفضل أن يكون ذلك عن طريق طرف ثالث كالعم أو الخال أو العمة أو الخالة.

6- التغافل عن التصرفات الصغيرة.

7- تشجيعه على التعامل مع أخيه.

8- أعلني حبكم له وقدموه على أخيه في شراء الثياب والهدايا، واطلبوا منه أن يشتري هو لأخيه، وذلك لأن الصغير لا يتأثر بخلاف هذا الذي يشعر أن البساط ينسحب من تحت قدميه.

9- الثناء عليه خاصة في حضور من يحب من الأهل.

10- إعطاءه حقه من الثناء والمدح والإشباع العاطفي والأمن.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله الذي بيده مفاتيح القلوب ومقاليد الأمور.

ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر أم حمزة

    جزااااكم الله خيرا كثيراً كنت فى حاجة ماسة لهذه المقالة لأنى أعانى نفس المشكلة تماما ... أصلح الله ذرياتنا جميعاً وأعاننا على تربيتهم

  • رومانيا اريج ياسين

    نشكركم جدا على النصائح الجميله ووفقكم الله
    دائما

  • ام ايوب

    شكرا على هذه النصائح وجزاكم الله خيرا

  • قطر ام أويس

    جزاكم الله خيرا على المقال فانا في نفس الحالة
    ومن خلال المقال لاحظت اخطاء اقوم بها خاصة الشكاة اثناء الحديث في الهاتف مع الآخرين وابني يستمع.
    اريد التنبيه على قول ابن المسيب
    : (والله إني لأطيل في صلاتي لأجلك). لأطيل و ليس لا أطيل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً