الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النهم الشديد للطعام عند المرأة بعد الولادة .. التشخيص والعلاج

السؤال

السلام عليكم.
نشكر جهودكم الطيبة.

أنا امرأة متزوجة وأم، منذ شهرين تقريباً تعرضت لمشكلة عائلية، ووجدت نفسي أحاول أن أتحامل على نفسي من أجل الآخرين فقط دون التفكير بنفسي.

المهم أن المشكلة انتهت، ولكني بعدها راودني إحساس بعدم الرضا عن نفسي، واتهامي لنفسي بأني ضعيفة غير قادرة على التصرف الصحيح، ثم بدأت أتناول الطعام بشكل غريب، لم أتعرض لتلك الحالة طوال حياتي أبداً ..آكل حتى أتعب، وحتى الأصناف التي لا أحبها أتناولها بنهم شديد وكأني كنت في مجاعة!

المشكلة أني حقيقة منزعجة جداً من نفسي، فأنا قد آكل الشوكولات مع الفاكهة مع أجبان مع لحوم في ذات الوقت، وهكذا دون توقف، مع العلم أن وزني قد زاد 5 كيلو في شهرين فقط، فطولي 161 ووزني كان 66 والآن 71 حتى ملابسي لم تعد تلائمني، وكلما حاولت التوقف عن هذا الأمر زدت فيه، وكأن عقلي خالٍ إلا من التفكير في الطعام.

أرجو أن أجد الحل لديكم .. هل أذهب إلى دكتور تغذية أم نفسي أم من؟ وهل هي حالة مرضية؟ ومتى سأتوقف؟

أتمنى أن أجد الحل لديكم شاكرة لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي الكريمة، فهذا الوصف الذي وصفته، هي حالة بسيطة من حالات الاكتئاب الذي يحدث ما بعد فترة النفاس، ونحن نعرف أن 10% من الاكتئاب النفسي ربما يظهر في شكل زيادة في تناول الطعام أو أن يتناول الإنسان الطعام ولا يكون عابئاً أبداً، وقد تحدث هنالك زيادة في الوزن، وهنالك من يزيد لديهم النوم أيضاً، وذلك بعكس ما هو معروف عن الاكتئاب النفسي العادي، والذي فيه يحدث نقص في الشهية للطعام، وقلة في النوم.
فأرجو أن لا تنزعجي في رأيي؛ لأن هذه حالة اكتئابية بسيطة، ويعرف أن اكتئاب ما بعد الولادة يزداد من الأسبوع الثالث حتى الشهر الثالث، فالذي أود أن أنصحك بالطبع هو محاولة التحكم في الطعام بقدر ما تستطيعين، وفي ذات الوقت عليك أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، وفي هذه الحالة يعتبر البروزاك من أفضل الأدوية، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، أي 20 مليجرام لمدة أسبوعين، ثم ترفعي الجرعة إلى 40 مليجرام أي كبسولتين في اليوم، وتستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضي الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكنك بعد ذلك أن تتوقفي عن تناول الدواء.

بجانب محاولة تنظيم الأكل بصورةٍ جادة، وتناول الدواء، أنصحك أيضاً بممارسة أي نوع من الرياضة.

عليك أيضاً أن تكون لك تحولات ونظرات إيجابية نحو أسرتك وزوجك وأولادك وبيتك، وحاولي أن تشغلي نفسك بهذه الواجبات.

بالطبع القرب من الله تعالى، والمحافظة والمواظبة على العبادات خاصة الصلوات - إن شاء الله - يطمئن بها قلبك، وسوف تحسين بمعنى حقيقي للحياة، وهذا - إن شاء الله - يساعدك كثيراً في صحتك النفسية.

بالطبع لا بأس أن تقابلي الطبيب النفسي، فالجلسات النفسية مع الدواء ومزيد من الحوار - إن شاء الله - تفيدك أكثر، وإذا لم يتيسر ذلك فيمكنك أن تذهبي إلى الصيدلية، وتطلبي العقار الذي وصفته لك.

إذا كنت مرضعة للطفل، فالبروزاك لا يُفرز بكثرة في حليب الأم، ولكن نصيحتي لك أيضاً أن تقللي نسبياً من رضاعة الطفل حين تتناولي الدواء.

أسأل الله لك الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً