الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين الطبيب النفسي وطبيب المخ والأعصاب والدعوة لمواصلة العلاج لمعالجة الاكتئاب

السؤال

السلام عليكم.
أردت أن أقول: هل هناك فرق بين الطبيب النفسي وطبيب المخ والأعصاب؟

وأريد أن أطرح مشكلتي باختصار:

كنت أعاني من نوبات الخوف والقلق، يصاحبها اكتئاب وقلق، وبذهابي للطبيب (مخ وأعصاب) وصف لي تفرانيل، وأنافرانيل، وانديرال، ولله الحمد شعرت بتحسن أكثر من 70 %.

تعرض الطبيب لحادث سير توفي على إثره، فراجعت عند طبيب آخر، الطبيب وصف لي سيروكسات وتفرانيل، وبدأنا بقطع التفرانيل تماماً والسيروكسات لنصف حبة يومياً.

وسارت الأمور بشكل سلس جداً، لكن لجهلي وعدم تحذير الطبيب لي، قمت بقطع السيروكسات تماماً، وعدت أسوأ مما كنت، وعدنا إلى السيروكسات مجدداً حبة يومياً، وعندما قمنا بتخفيفها إلى نصف حبة عاودني القلق والخوف، فقمت بتغيير الدواء إلى بروزاك حبة يومياً، وأنا مستمر على هذا الوضع لفترة بسيطة.

لاحظت على نفسي خلال هذه الفترة كرهي للسفر، والابتعاد عن مدينتي حتى ولو مع أهلي، وأصبحت متقلب المزاج، وسيء الطباع مع كل من يحبني، أحس أن الحياة لم تعد جميلة كما كانت، وهذا حتى لو ما زلت على الدواء.

فقدت إيماني بالطبيب، وصرت أفكّر جدياً بتركه، والبحث عن طبيب آخر، لكني للأسف أعيش في مدينة صغيرة، وليس فيها مراكز نفسية متخصصة.

وبالله التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالعزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي: نعم يوجد فرق بين الطب النفسي أو الطبيب النفسي وطبيب المخ والأعصاب، بالطبع كلاهما متخرج من كلية الطب، ثم بعد ذلك يتخصص الطبيب النفسي في كل ما يتعلق بالطب النفسي، والطب النفسي له أقسام متعددة، هنالك الطب النفسي للكبار، والطب النفسي للأطفال، الطب النفسي للمسنين، الطب النفسي الوصلي، والطب النفسي المتعلق بالإصابات، توجد عدة فروع للطب النفسي، والطبيب النفسي من خلال دراسته لابد أن يطلع على كل أقسام المخ من الناحية الفيزيولوجية، ومن الناحية التشريحية، ولابد أن يطلع بصفة تامة ودقيقة على ما يعرف بالموصلات العصبية، وكل المكونات البايولوجية للمخ، وبالطبع لدى الطبيب النفسي اهتمامات أخرى فيما يخص النفس البشرية من الناحية التحليلية، وكذلك بعض الاختبارات النفسية.

أما بالنسبة لطبيب المخ والأعصاب، فهو طبيب في الأصل يتخصص في الأمراض الباطنية أولاً، ثم بعد ذلك يدرس الأمراض العضوية التي يعتقد أن منشأها المخ، مثل الصرع، ومثل مرض الرعاش، وكلما يحدث من تغيرات عضوية للمخ تؤدي إلى أمراض عضوية، وتأتي السكتات الدماغية والجلطات تحت تخصص طبيب المخ والأعصاب، ولكن معظم أطباء المخ والأعصاب أيضاً لديهم إدراك ومعلومات جيدة عن الطب النفسي والحالة النفسية للمريض، وبنفس المستوى نقول أيضاً: إن الكثير من الأطباء النفسيين لديهم أيضاً إدراك بالحالة العضوية للمخ أو الأمراض العضوية التي قد تنشأ من علة معينة في الدماغ.

ويوجد بالطبع تخصص آخر، وهو الطبيب المختص في جراحة المخ والأعصاب، وهذا بالطبع واضح من التسمية أنه طبيب مختص في الجراحات العضوية للأمراض التي تصيب المخ، مثل الأورام والالتهابات والإصابات وهكذا.

أخي الكريم! بالنسبة لحالتك، أسأل الله لك الشفاء والعافية، ولا أريدك أن تضخم وتجسم التفكير السلبي لديك؛ لأن ذلك يزيد من الاكتئاب، الاكتئاب منتشر وموجود، وهو الحمد لله الآن يتم علاجه بصورة جيدة، وأنت فيما مضى شعرت بالتحسن بنسبة 70%، وهي نسبة جيدة جداً، وأرجو أن لا تلوم نفسك في أنك قد توقفت عن الدواء بصورة مفاجئة، هذا بالطبع قد يكون ليس تصرفاً سليماً، ولكن الإنسان لا يمكن أن يدرك كل التفاصيل فيما يخص الأدوية في بعض الأحيان.

أخي الكريم! توجد عدة أدوية، أنت الآن على البروزاك، ولكن أبشّرك أنه توجد أكثر من عشرة مضادات للاكتئاب، وكلها جيدة وفعالة، ولكن بالطبع الإنسان قد يجد دواء يناسبه، وقد لا يناسب شخصاً آخر؛ لأن ذلك يعتمد على التركيب البايولوجي للإنسان، وكذلك التركيب الجيني.

أنا الذي أنصح به هو أن لا تيأس من البروزاك، استمر عليه؛ لأن الأدوية أيضاً تتطلب في كثير من الحالات وقتاً أطول حتى تبني فعاليتها، والذي أنصحك به هو أن ترفع جرعة البروزاك إلى 40% مليجرام في اليوم، أي: بمعدل كبسولتين، وتستمر على الدواء، ثم تلاحظ مستوى التحسن، بعد شهرين من المفترض أن تتحسن حالتك بصورة جيدة، إذا لم يحدث تحسن جيد هنا بالطبع يعتبر البروزاك غير مناسب بالنسبة لك، وهنا يمكن أن تبدأ في دواء آخر مثل الزولفت أو السبراليكس أو السمبالتا، ولكن أنا حقيقةً الذي أود أن أنصحك به الآن هو الاستمرار على البروزاك، ولكن بجرعة أكثر فعالية، وأنا متفائل جداً أنك -إن شاء الله- سوف ترجع لك الأحاسيس الطيبة والحياة الجميلة، وإن شاء الله تجد أن مزاجك قد تحسن كثيراً، اسع لذلك، وعليك أخي أن تكون أكثر يقيناً وأكثر توكلاً، وأكثر إيماناً أنك -إن شاء الله- سوف تكون على خير.

بالنسبة لتغيير الطبيب، أخي! بالطبع الإنسان يستفيد أكثر من الطبيب الذي يثق فيه ويرتاح له، لكن أرجوك أن لا تستعجل في تغيير الطبيب، والمعلومات أصبحت الآن متوفرة وسهلة جداً، والاكتئاب ليس من الأمراض المعقدة حقيقة، وكما ذكرت لك، الإنسان فقط يلتزم بالجرعة الصحيحة بالنسبة للدواء، ولابد أن يتناوله للمدة المطلوبة، كثير من الناس يستعجل في إيقاف الدواء أو عدم الصبر عليه، هذه هي الأمور الأساسية، وتغيير الطبيب ربما يكون ليس مجدي في كثير من الأحيان، الطبيب الذي ظللت معه لفترة قد يكون تفهم وضعك بصورة أفضل، وبمرور الزمن -إن شاء الله- سوف يقدم لك المساعدة، ولكن بالطبع إذا أصبحت لا تثق في الطبيب، فهنا لا أعتقد أن العلاقة العلاجية سوف تكون نافعة.

أسأل الله لك التوفيق، والصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر hany saed

    شكرا يا دكتور من هذه المعلومات القيمه وفقك الله في خدمه الانسان .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً