الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخر الحمل بعد الإجهاض

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد:
لدي مشكلة أود أن تفيدوني بها إذا تفضلتم.
في أول شهر من زواجي حملت، ولم أكن أعلم بأن سبب الألم في ظهري له علاقة بالحمل، فكنت أستخدم كمادات الماء الحارة، وأضعها على ظهري، وأشرب الحلبة والكمون، أدى كل هذا للإجهاض في الأسبوع الخامس من حملي، وبعد الإجهاض طلبت من الدكتورة بأن تعمل لي تنظيفا، لكنها رفضت بحجة أن الجنين كان صغيرا، ولا داعي للتنظيف، وطلبت منها إطلاعي على سبب الإجهاض للاطمئنان، لكنها رفضت بحجة أنه غير ضروري، وبعد شهرين من الإجهاض لم أحمل، أدى ذلك لمشاكل بيني أنا وزوجي، فذهبت لبيت أهلي وجلست سنة ونصفاً تقريباً، والآن رجعنا لبعض منذ أربعة أشهر، ولم يحدث حمل إلى الآن.

سؤالي: هل أنا مصابة بعقم؟ وماذا تنصحونني به للاطمئنان على صحتي؟
وتقبلوا فائق الاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يوسف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أولاً: لابد من معرفة أن موضوع الحمل هو ليس بيد البشر، بل هو بيد الله - عز وجل - هو يقدره لمن يشاء، وقت ما يشاء، والله - عز وجل - عندما ذكر الزواج في القرآن ذكره كسكن، أي أن تسكن النفس إلى توأمها، وليس فقط لأجل الإنجاب، فإن حصل الإنجاب فهذا بركة من الله وفضل، وإن لم يحصل فهذا ليس سبباً في خراب البيوت، وبالذات في حالتك.

خصوصاً أن الفترة الزمنية بعد الإجهاض الأول لم تكن كافية ربما لحصول حمل جديد، ولم تعطيا أنفسكما فرصة كافية.
ثانياً: أنا مع الطبيبة في عدم إجراء عملية للتنظيف؛ لأن معظم الأرحام تنظف نفسها بنفسها من الحمل غير الصحيح، وهذا إجراء متبع عند معظم الأطباء، ولا ضرر منه.

أما بالنسبة لسبب الإجهاض الذي حصل، وإجراء التحاليل لمعرفة السبب، فلك أن تعلمي أن تحاليل الإجهاض طويلة ومكلفة، ولا تجرى عادة إلا في حالات الإجهاض المتكرر، أي: ثلاثة إجهاضات متكررة، وعدا عن التكلفة المادية للتحاليل فإنه في معظم هذه الحالات ذات الإجهاض الواحد إذا أجريت التحاليل فلن نجد سبباً لذلك الإجهاض؛ ولذلك فمن غير المقبول أن تجرى كل تلك التحاليل لأجل إجهاض واحد، وهذا ما لم تشرحه لك الطبيبة، وليس أنها رافضة لأن تجري لك التحاليل، وعودتكما لبعضكما لم يمر عليه سوى أربعة أشهر، فلا داعي للإسراع في إطلاق الأحكام في كونك مصابة بالعقم، وأعطي نفسك مجالا كي يحصل الحمل، ولا بأس من الاطمئنان على وضعك بمراقبة الإباضة عن طريق الألتراساوند عند طبيبة نسائية، وهي سوف ترشدك إلى الخطوة القادمة من التحاليل بناء على ذلك.

نصيحتي لك هي بالإكثار من الاستغفار، ومناجاة الله -عز وجل- والطلب منه أن يصلح زوجك ويهبك الذرية الطيبة، وداومي على قراءة سورة البقرة، وإن استطعت قراءتها يومياً فيكون أفضل، وإن لم تستطيعي فعلى الأقل مرة كل ثلاثة أيام.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً