الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج حالات القلق المرتبطة بأعراض الجهاز الهضمي والتي تسبب ضيق النفس

السؤال

قبل سنة كنت أعاني من التهاب حاد في المعدة، ولا زال الالتهاب موجوداً، ولكن ذهبت أعراض هذا الالتهاب والذي كثيراً ما كان يأتي معه ضيق في التنفس.

الآن أصبحت المشكلة عملية التنفس، وقد تعبت منها كثيراً، ذهبت إلى طبيب نفسي وقال: يوجد معك اكتئاب، وصرف لي دواء مع جلسات لعمليات الاسترخاء لم أقدر على استخدام الدواء، ولم أستمر في عملية الاسترخاء، مع أنني لا أحس بأنه يوجد معي اكتئاب.

أرجو إفادتي وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهنالك حالات مرضية تعرف بحالات (النفسوجسدية)، أي أن الأعراض هي جسدية في الأصل، ولكنها نفسية المنشأ، بمعنى أن الحالة النفسية قد تكون هي التي تسببت فيها، ويعرف تماماً أن التهاب المعدة واضطرابات الهضم واضطرابات القولون العصبي مرتبطة كثيرة جدّاً بحالات القلق النفسي، وكذلك الاكتئاب النفسي، كما أن الضيق في التنفس لدى بعض الناس، والشعور بنوع من الكبت في الصدر هذا أيضاً من أعراض القلق النفسي.

إذن: الطبيب محق جدّاً حين ذكر لك أنك ربما تكون تعاني من اكتئاب نفسي، مع أنك لا تظهر عليك أعراض الاكتئاب النفسية، وهي الشعور بالحزن، والشعور بعدم الدافعية والانفعالية، وسوداوية المزاج، وهذه الأعراض ليس من الضروري أن تظهر، ولكن كما ذكرت لك تم ظهور حالة الاكتئاب في شكل أعراض جسدية، ونعرف تماماً من الدراسات ومن الخبرة العملية أن كثيراً من مرضى التهابات المعدة وسوء الهضم، والقولون العصبي، وضيق التنفس، وحتى الحساسيات – حساسية الجلد – حين يتلقون العلاج النفسي يستفيدون كثيراً.

ويعرف تماماً أن العلاج النفسي يتطلب الصبر، وفي نهاية الأمر تكون النتائج - بإذن الله عز وجل – رائعة جدّاً، فأرجو الاستمرار في تمارين الاسترخاء والصبر عليها، فهي مفيدة جدّاً، كما أرجو أن تمارس أي نوع من الرياضة، خاصة رياضة المشي، وإن شاء الله سوف تفيدك جدّاً، وحقيقة ننصحك أيضاً أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب، وبفضل الله تعالى توجد أدوية الآن ممتازة جدّاً وسليمة جدّاً، فيمكنك أن تتناول عقار – على سبيل المثال – (زولفت/لسترال) بجرعة 50 مليجرام ليلاً لمدة أربعة أشهر، وتتناول معه عقار آخر يعرف باسم (دوجماتيل) وهو دواء مضاد للقلق – وهو جيد جدّاً – خاصة القلق المرتبط بأعراض الجهاز الهضمي، وجرعته هي 50 مليجرام صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم 50 مليجرام ليلاً لمدة شهر واحد، ثم يمكنك التوقف عن تناوله.

أرجو أن أكون قد أوضحت ما هو مطلوب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً