الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريقة التخلص من الوساوس والاكتئاب

السؤال

أخي يُعاني من حالة أعتقد أنها اكتئاب، حيث الحالة بدأت منذ أن أصبح في الثانوية، مع العلم أنه مر بظروف صعبة، حيث نشأ يتيماً، وظروفٍ مالية صعبة للآن، فكيف أساعده؟ ساعدوني فأنا خائفة عليه كثيراً، ولا أعتقد أنه يقبل بالذهاب إلى طبيب نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أسامه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
جزاك الله خيراً على اهتمامك بأمر أخيك.

كان من المفيد جدّاً إذا تحصلنا على مزيد من الأعراض أو طبيعة الأعراض التي يعاني منها هذا الشاب؛ لأن هنالك كثيراً من الأمراض أو الحالات النفسية تكون أعراضها متشابهة بل متطابقة بدرجة كبيرة، فالاكتئاب على سبيل المثال قد يكون في شكل فقدان الطاقات الجسدية والنفسية، والانزواء، والانطواء، وفقدان الرغبة في الطعام، وضعف النوم، وسوء التركيز، وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية، وعدم التفاعل مع الآخرين، وفي حالات الطلاب بالطبع الإهمال في الدراسة أو عدم الرغبة فيها يكون واحدا من الأعراض الرئيسية جدّاً.

ولكن هنالك أمراض أخرى على سبيل المثال: مرض الفصام – وهو مرض عقلي رئيسي – أيضاً في صغار السن يبدأ بنوع من الأعراض البطيئة جدّاً، والتي تتمثل في ضعف التركيز، والانسحاب من النشاط الاجتماعي، وتدهور النظافة الشخصية، وعدم التفاعل مع الآخرين.. وهكذا، وفي وقت متأخر أو بعد مدة تظهر الأعراض العقيلة لهذا المرض.

هنالك أيضاً صعوبات عدم القدرة على التكيف، وعدم القدرة على التواؤم، فكلها تشبه الاكتئاب النفسي، وعموماً هنالك مساعدة عامة يمكن أن تقدم له مهما كان التشخيص، وهو الجلوس معه والتحدث معه، ومحاولة معرفة ما يدور في خلده وفي فكره، وإذا كان لديه أي نوع من الشكوى أو أي نوع من المطالب أو تحفظ على شيء معين، وبعد ذلك يمكن أن يُرشد ويوجه حسب الأعراض التي يعاني منها، وبالطبع عرضه على الطبيب سيكون هو الأفضل من جميع النواحي؛ لأن الطبيب يستطيع أن يحلل الأعراض، ويستطيع أن يربط الأعراض مع بعضها البعض حتى يضعها في بوتقة واحدة؛ ولذلك من أجل الوصول إلى التشخيص.

عموماً: الاكتئاب النفسي ليس شائعاً في سن الشباب، ولكنه موجود لا ننكر ذلك، وفي ذات الوقت الأمراض الأخرى موجودة، فهذه نقطة تجعلني حذرا جدّاً في وصف أي نوع من العلاج الدوائي.

في هذا الوقت فقط الأمر يتطلب تشجيعه ويتطلب حثه ومساندته والجلوس معه، ومحاولة معرفة المزيد من أعراضه، وبالطبع إذا وصلت لأي نوع من النتائج يمكن إفادتنا حتى نستطيع أن نضع التشخيص الصحيح أولاً بقدر المستطاع، ثم بعد ذلك يعطى العلاج الصحيح.

وكما ذكرت لك الوضع الأمثل هو مقابلة الطبيب النفسي، ويمكن إقناعه، فلا أعتقد أن ذلك بالأمر الصعب، فيمكن أن يقال له إننا نرى أنك غير مرتاح ويفضل أن نقابل الطبيب حتى تُجرى لك الفحوصات اللازمة، وحتى نطمئن عليك.

الظروف الصعبة التي ذكرت، وهو أنه قد نشأ يتيماً وفي ظروف مادية صعبة، لا نقول إن هذه الظروف دائماً تسبب أمراضاً نفسية سلبية، نعم هي مشكلة بالطبع، ولكن كثيراً من الناس قد نشأوا في ظروف قاسية جدّاً، ولكنهم الآن يتمتعون بصحة نفسية وجسدية ممتازة، وتحصلوا على نجاحات كبيرة، وهنالك من يعتقد أن الصعوبات الأولية في الحياة ربما تقوي من ساعد الإنسان في المستقبل.

لا نقول إنه وضع مريح بالطبع، ولكن أيضاً لا نستطيع أن نعزو كل الأعراض النفسية أو الحالات النفسية لصعوبة التنشئة أو ضيق ذات اليد في وقت الطفولة.

فقدان الوالدين - أو أحدهما – يعتبر أمراً مهماً في التنشئة النفسية للإنسان، ولكن أعرف تماماً أن مجتمعاتنا مجتمعات متكافلة، وإذا فُقد أحد الوالدين ربما يقوم الآخر بدور كبير، أو الأقارب يقومون بدور تعويضي من الناحية التربوية والوجدانية والعاطفية.
أسأل الله له الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً