الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر توتر الحمل على سلوك الطفل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لدي طفل عمره أربع سنوات ونصف، ويتميز عن إخوانه الثلاثة بذكاء واضح، وسرعة بديهة، وطيبة قلب لا تماثلها طيبة، كما أنه اجتماعي مع أقرانه، لكنه عنيد لدرجة لم أر مثلها في عائلتي أو عائلة زوجي، وإذا قرر الصمت فلن تفلح قوى العالم بأسره لفك صمته، وكثيرة هي الأسباب التي يجعلها ذريعة لصمته.

علماً أنه يشارك في الروضة بفعالية - كما تقول معلمته - حينما يوافق السؤال مزاجه، وإذا لم يعجبه السؤال فإنه يظل صامتا وينظر للأرض حتى لو استمر طيلة فترة الدوام على هذه الحال، وهو يملك من الصمود ما تنهار أمامه جبال الصبر عند أشد المربين تحملا.

وإذا ذهب للمسجد لحفظ القرآن فإنه يقرأ أحياناً كسيولة الماء العذب، وأحياناً يترك المحفظ يحوقل ويهز رأسه دون أن ينبس ببنت شفة، ويعود للمنزل كالمنتصر يلهو ويلعب مع رفاقه وكأن شيئاً لم يكن.

وأما في البيت فنحن بين الترغيب والترهيب، ورغم سعادته بالحوافز إلا أنه لا يفتقدها إذا عوقب، ويتظاهر بأن كل عقوبة لا تهمه، وقد بدأنا نخصه بمزيد من الاهتمام والعاطفة والنزهات الفردية، ونتحدث معه لنعرف سبب وجومه وصمته المفاجئ، لكن أسبابه واهية لا تطابق الحقيقة، فماذا نفعل؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أصداف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن نعم الله على عباده كثيرة، ومن أجلِّها نجابة الأولاد، فاحمدوا الكبير المتعال واسألوه صلاح الحال، واعلموا أن الإشباع العاطفي وإشعاره بالأمن سوف يساعدكم في تخفيف الحالة ثم زوالها بحول الله وقوته، وأرجو أن لا تظهروا انزعاجكم من تصرفاته، وأتمنى أن يحصل تعاون بينكم وبين المدرسة والمعلمات، ولا تستعجلوا في عقوبته، ولا تستجيبوا لطلباته عندما يتصرف بتلك الطريقة، وأكثروا من الثناء عليه خاصة في حضرة زملائه والذين يحبهم من الأهل.

ولا شك أن معرفة السبب يزيل العجب، وتساعدنا في إصلاح الخلل والعطب، وربما كان السبب هو توترك في أثناء فترة الحمل به، وربما كان السبب هو بعض الصعوبات التي واجهتك عند الولادة، وقد يكون السبب هو مسارعتكم إلى حمله عندما يبكي في صغره، وربما جاء المولود الذي بعده بسرعة فحُرم من الدلال، وربما كان السبب هو وجود من يفعل هذا التصرف من أصدقائه، وقد يكون السبب هو رغبته في لفت الأنظار، وربما كان السبب أنه لا يجد من يفهمه، وهذا شعور يملأ نفوس بعض الموهوبين.

وقد يحتاج الأمر إلى زيارة طبيب، وإذا كانت هناك تصرفات أخرى مصاحبة فيمكن قراءة الرقية الشرعية عليه، وأهم من كل هذا أن يحصل بينك وبين والده تفاهم واتفاق على منهج موحد في التعامل معه.

وأفضل أن تغيروا طريقة التعامل معه، وتراعوا النقاط المذكورة وسوف نكون سعداء بمتابعة حالة الطفل، وأرجو أن تتجنبوا الإفراط في العقوبة والقسوة عليه، واعلموا أن الدلال الزائد له خطورته أيضاً، وكم كنت أتمنى أن أعرف ترتيب هذا الطفل بين إخوانه؟ وما هو تاريخ بداية الحالة المذكورة؟
وهذه وصيتي لكم بتقوى الله ثم بكثرة الدعاء لهذا الطفل، فإن دعاء الوالدين أقرب للإجابة، ونسأل الله لنا ولكم السداد والثبات وأن يصلح لنا ولكم النيات والذريات.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً