الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي أعراض القولون العصبي وعلاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الفاضل الدكتور محمد عبد العليم المحترم، وكافة القائمين على موقع الشبكة الإسلامية الرائعة، جزاكم الله أجراً عظيماً عن كل حرف تكتبوه في ردودكم.

أنا صاحب الاستشارة رقم (19351) حيث كتبت لكم عن معاناتي من الوسواس القهري والخوف الاجتماعي فقد أخذت بنصيحتكم وتوكلت على الله، وذهبت إلى طبيب نفسي وأخذت معي الاستشارة، وبعد إقناع وتأكيد على الطبيب كتب لي الزيروكسات، فقد كان يود أن يبدأ معي بأدوية مختلفة وكانت المشكلة أن الطبيب لا يجيد العربية كثيراً، كما أن النصائح السلوكية كانت كلها مستوعبة من قبلي، وكان يأخذ في كل جلسة مبلغ يفوق سعر الأدوية، فقررت أن أتابع العلاج بدون مقابلة الطبيب حيث وجدت طريقة لشراء الدواء مباشرة من الصيدليات مع العلم أن جميع الأدوية النفسية في بلدي لا يمكن شراؤها بدون وصفة طبية معتمدة ومختومة .

وتناولت الدواء حسب الطريقة التي ذكرتموها لي وزدت قليلاً على المدة المحددة فتناولتها بما يقارب سنة كاملة، وقد عشت خلال هذه المدة أروع أيام حياتي من حيث غياب أعراض الخوف الاجتماعي، فتحسنت الحالة بما يقارب 90%، وبالنسبة للأفكار الوسواسية فقد قلّت الأفكار وعندما تأتي كانت قدرتي على تجاهلها وعدم التأثر بها مرتفعة بنسبة تقدر بما يقارب 75 إلى 85% -تقديرات شخصية- كما قد عانيت قليلاً من أعراض الانسحاب من الدواء لمدة أسبوع بالرغم من الانسحاب التدريجي، والأهم من ذلك غياب أعراض القولون العصبي وعسر الهضم وتحسن مستوى النوم.

وبعد مرور ثلاثة أشهر تقريباً من التوقف عن الدواء بدت أعراض القولون العصبي المتمثلة في: الانتفاخ، وعسر الهضم وثقل في البطن، وشعور بعدم الارتياح، وبالتالي عدم القدرة على النوم، بدون وجود ألم محدد وقد آذتني هذه الأعراض كثيراً، وترددت على العيادات، وأنفقت الكثير على الأدوية وقد عاود المرض فور التوقف عنها وقد سببت لي هذه الأعراض مزاجاً سيئاً، الأمر الذي ساعد الأفكار الوسواسية في الظهور بشكل أكثر من قبل ومع ذلك فان قدرتي في السيطرة على الأفكار والتخلص منها ما زالت جيدة، ولكن أعراض القولون المزعجة وخاصة عدم القدرة على النوم المتزامن بتهيج القولون أصبحت تكدر وتنغص حياتي.

إنني مستمر في شحذ همتي وإرادتي في التخلص من تأثير الأفكار الوسواسية بالطرق التي تعلمتها في سبيل ذلك كما أني ولله الحمد مستمر في تميزي في العمل، وفي الاهتمام بعائلتي، غير أن أعراض القولون العصبي تكاد تقضي على كل ذلك.

فأرجوكم أفيدوني بما يساعدني في التخلص مما أعاني ولكم مرة أخرى كل شكر وتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً، -والحمد لله- الذي وفقك للتغلب على أعراض الخوف والوساوس لفترة طويلة، وأنا سعيد جداً أن ألاحظ أن إرادة التحسن والعزيمة والإصرار لديك عالية جداً، وهذا أحد أهم ركائز نجاح العلاج.

ما ينتابك الآن من أعراض للقولون العصبي، وصعوبات في النوم، هي دليل قاطع أن شخصيتك في الأصل تحمل سمات القلق والتوتر الداخلي، مما لاشك فيه أن تطبيقك للوسائل السلوكية، ونجاحك وفعاليتك في محيط العمل والمنزل فهي دوافع قوية جداً للتحسن، ولكن في رأيي أن هذه الدافعية من الأفضل أن تدعم عودتك مرة أخرى وتتناول (الزيروكسات) بجرعة نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم تستمر على نصف حبة لمدة أطول كجرعة وقائية، ولا تنزعج مطلقاً لطول المدة؛ لأنه من الواضح أن هذه هي أفضل وسيلة لتحميك؛ لأن لديك استعداداً فطرياً للقلق والوساوس، ومادام نصف حبة أو حبة من دواء سليم فسوف تساهم في إسعادك - بإذن الله- فلماذا لا تستمر عليها؟

وبالله التوفيق.
------------------------------
انتهت إجابة المستشار ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية، والتي تتناول علاج وساوس العقيدة سلوكياً: (244914 - 260030 - 263422 - 259593 - 260447 - 265121)، وكذلك علاج الرهاب: ( 259576 - 261344 - 263699 - 264538.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً