الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتئاب والطلاق .. نظرة طبية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا مطلقة وأعاني من اكتئاب بسبب وضع المطلقة السيئ في المجتمع، كما أنني أصبحت دائمة التفكير، وعقلي لا يكف عن التفكير طالما أنا مستيقظة، وهذا يسبب لي صداعا.
إحدى صديقاتي متأخرة في الزواج قالت لي إنها ذهبت إلى طبيب نفسي، وأعطاها حبوباً مهدئة، ونصحتني بذلك، ولاحظت فعلاً أنها أفضل حالا من ذي قبل.
صديقة أخرى مطلقة قالت لي إن أحد الأطباء أعطاها عقاراً، وأصبحت تدمنه، لا أعلم هل به نسبة مخدر؟ ثم ذهبت إلى طبيب آخر، وغير لها هذا النوع من العلاج.

أنا أعلم أن العلاج بقراءة القرآن، ولكنني أحتاج إلى علاج دوائي؛ لأني غير قادرة على تحمل الضغوط التي أمر بها، وهل هناك علاج بأعشاب طبييعة بدلا من الأدوية الكيمائية، فقد تكون أقل ضرراً؟
أرجو أن تساعدوني في اتخاذ القرار المناسب، وجزاكم الله خيراً.
وبالله التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن الطلاق أمرٌ مكروه، وكثيراً ما يكره الإنسان أشياء وتكون خيراً له، ((وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ))[البقرة:216].

من الأفضل دائماً للإنسان ألا ينظر لتجاربه السابقة كمحطات فشل رئيسية، إنما هي تجارب يجب أن يستفيد منها، وبجانب ذلك لا شك أن أمر الطلاق والزواج والاستمرارية فيه هي أمور مقدرة، وربما يجعل الله تعالى لك خيراً كثيراً في ذلك، ((وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ))[النساء:130].
أقول ذلك بالرغم من قناعتي بنظرة المجتمع السلبية نحو المطلقة، ولكن ذلك ليس في كل الأحوال، فهنالك من الزيجات يكون فيها الطلاق هو الأفضل، فأرجو ألا تندمي على ما حدث مهما كانت أسبابه.

حاولي أن تعيشي حياتك بأمل وقوة، وأن تعوضي عما فقدته، وذلك بإثبات الذات والمشاركة والفاعلية فيما هو مفيد من الناحية الأسرية والاجتماعية، ولا شك أن تمسكك بدينك وتقربك إلى الله تعالى سوف يجلب لك الطمأنينة - بإذن الله عز وجل – وعليك أن تكثري من الدعاء أن يعوضك الله خيراً مما فقدته.

بالنسبة للعلاج الدوائي فحالتك هي من الناحية التشخيصية عدم القدرة على التكيف، فأرجو أن تسعي – كما ذكرت لك – نحو التواؤم والتكيف مع وضعك، وابدئي حياة جديدة.

هنالك دواء بسيط يعرف باسم (موتيفال) هو من الأدوية البسيطة جدّاً والتي تساعد في علاج حالات القلق والتوتر وعسر المزاج، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناوله.

هذا الدواء ليس بإدماني، ولا يسبب أي آثار جانبية - بإذن الله تعالى – وهناك عشبة طبيعية تعرف باسم (عشبة القديس جون) وهي متوفرة في الصيدليات، ويعتقد البعض أنها تفيد في علاج القلق والاكتئاب البسيط، ولكن أرى أن الموتيفال هو الأنسب والأفضل، وعليك فقط الحرص في التوازن الغذائي.

نسأل الله تعالى أن يعافيك ويشفيك ويوفقك ويسددك، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب ام اسلام

    جازاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً