الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموقف من الوالد الممتنع عن تلبيته رغبة ولده في شراء ما يحبه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبي صاحب شخصية عصبية، ويذمني دائماً، وإذا طلبت منه أي شيء أحبه كشراء دراجة أو اقتناء حيوانات فإنه يرفض ذلك، فهل يجب علي أن أُطيعه دائماً أم أن رضا الأم يكفي؟ وكيف أكون مطيعاً ولا أرفع صوتي على والدتي عندما تخطئ في حقي أو عندما تعاندني؟ وكيف أكون مطيعاً لهما ولا أعارضهما.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك مطالب بطاعة والديك، وليس لك أن تطيع أحدهما وتترك الآخر، وأرجو ألا تقابل رفضهم وعنادهم بالعناد، ولست أدري ما هي الأسباب التي يذكرها والدك عندما يرفض طلباتك؟ وهل في استطاعة الوالد تلبية تلك الرغبات والطلبات؟ وهل لك إخوة آخرون؟

ولا شك أن الإجابة على هذه الأسئلة سوف يساعدنا في الإجابة على سؤالك، وحتى تصلنا منك إيضاحات أرجو أن تزيد من برك لوالديك، وأنت مأمور بالإحسان إليهما وصحبتهما بالمعروف مهما حصل منهما؛ لأن الله أوجب علينا ذلك فقال في كتابه: (( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ))[لقمان:15].

وحتى إذا أمرك الوالد بالكفر والشرك فإنك لا تطيعه في ذلك ولكنك تصاحبه بالمعروف بأمر الله، فيكف إذا كان والدك يبحث عن مصالحك ويتعب من أجل راحتك؟! وربما كان عنده أسباب الرفض، كما أن رفضه ورده للطلبات لا يدل على عدم حبه لك، فالتمس لوالدك الأعذار، واذكر ربك الكريم الغفار، وصل على رسولنا المختار، وكن من المطيعين الأخيار.

وفي الحقيقة أريد أن أعرف رأي والدتك، ولماذا لا تطلب من والدك أن يشتري لك بعض الأشياء التي طلبتها؟ وهل طلبت منها التدخل في الأمر؟ ولا شك أنها أعرف بحال والدك وحالك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلم أن قلب الوالد بين أصابع الرحمن، وهو سبحانه يحبك إذا دعوته بإلحاح، وأرجو أن أذكرك مرة أخرى بأن رفض الوالد لطلباتك لا يبيح لك رفض أوامره وتوجيهاته.

ونحن في الحقيقة نرحب بك في موقعك، وننصحك بالاقتراب من والدك والاجتهاد في إرضائه في كل الأحوال؛ لأن طاعته في طاعة الكبير المتعال، وهي سبب لصلاح الأحوال.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر abderahman

    ارجو ان تصبر و اجرك على الله

  • الجزائر titou

    شكرا لانكم قدمتم لي النصيحة التي هي من وصايا النبي صلي الله عليه وسلم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً