الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

في كل سنة يزداد اكتئابي مع وسواس وأرق!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا امرأة عمري 36 عاماً، أعاني من اكتئاب شديد ومزمن منذ عدة سنوات، وفي كل سنة يزداد الاكتئاب لدي مع قلق شديد وتوتر وأرق، بالإضافة إلى وسواس قهري يلازمني منذ سنوات، حتى أصبحت أكره نفسي وأتمنى الموت من العذاب النفسي الذي أعيشه.

وأشعر بالحزن والكدر واليأس وفقدان الاهتمام وعدم القدرة على الاستمتاع بأي شيء سار أو ممتع، بل لا أجد طعماً أو لذة لأي شيء في الدنيا، وأصبحت لا أستمتع بأكل أو شرب أو نوم، واضطربت الشهية لدي وفقدت الإحساس بطعم ونكهة الطعام، فأنا آكل فقط لأني اعتدت على ذلك، وكل ما كنت أحبه سابقاً صرت الآن أكرهه، ولا أحب الخروج من المنزل، ولا أحب أن أجلس مع أحد أو أتحدث مع أحد.

وأصبحت شاردة الذهن وضعفت ذاكرتي، ولا أستطيع التركيز في كل شيء أمامي، وأشعر بإرهاق وتعب وخمول وصداع، وقد تناولت أدوية منها (بروزاك) فخفف حدة الكآبة ولكنها لا زالت موجودة، وأخذت (الريميرون) وكان يساعدني على النوم فقط، وكذلك (لسترال) و(فافرين) ولكني قطعته بعد شهرين؛ لأني لم أستفد منهما، فما هو الدواء المناسب لحالتي؟ وما رأيكم في دواء (فلونكسول)؟ وهل يصلح لحالتي؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سامية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن الاكتئاب النفسي يعطي كل السمات والأعراض التي ذُكرت في رسالتك، وأما بالنسبة للقلق والوساوس فهي أعراض مصاحبة، وبعلاج وزوال الاكتئاب سوف تنتهي تماماً إن شاء الله.

وأود منك أولاً أن تقوي من إرادة التحسن لديك، فإرادة التحسن تعتبر أمراً ضرورياً جدّاً لكي يتخلص الإنسان من الاكتئاب؛ لأن الاكتئاب يحاصر الإنسان، وذلك بتسليط الفكر السلبي المعرفي عليه مما ينسيه كل إيجابياته ويجعله يعيش السوداوية والكآبة والسلبية في تفكيره، فأرجو أن تراعي هذا الأمر.

فأنت لديك أشياء إيجابية كثيرة في حياتك فأنت ربة منزل، ولا شك أنه توجد أمور كثيرة في حياتك يمكن الاستمتاع بها ويمكن التأمل والتفكر فيها، فعليك أن تتذكري هذه الإيجابيات ولا تجهليها ولا تعتبريها شيئاً من المسلمات، هذا بالنسبة للجانب النفسي.

وأما بالنسبة للجانب العلاجي فتوجد أدوية كثيرة مضادة للاكتئاب وهي أدوية ممتازة وفعالة ولله الحمد، ولكن يشترط للحصول على الفائدة التامة من الدواء أن يحرص الإنسان على الجرعة الصحيحة وأن يصبر عليه، ومعظم أدوية الاكتئاب لا تؤدي لأي فعالية حقيقية قبل أسبوعين أو ثلاثة، وهناك أدوية قد تتطلب أن ينتظر الإنسان لمدة شهرين أو ثلاثة حتى يتحصل على النتيجة العلاجية المرجوة.

والدواء الذي أود أن أقترحه لك هو عقار (سبراليكس) حيث إنه فعال وممتاز ويناسب نوعية الأعراض التي ذُكرت في رسالتك، فعليك أن تبدئي بتناول (السبراليكس) بجرعة عشرة مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى عشرين مليجرام ليلاً - وهذه هي الجرعة العلاجية – واستمري عليها ليلاً لمدة ثمانية أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلاً – وهذه هي الجرعة الوقائية والتي يجب أن تستمري عليها لمدة ستة أشهر، وبعدها يمكنك -إن شاء الله تعالى- أن تتوقفي عن الدواء ولن تكون هناك حاجة له.

وأما بالنسبة للعقار (فلونكسول) فهو دواء مضاد للقلق بجرعة صغيرة ولكنه لا يعالج الاكتئاب بصورة فعالة، وقد وجد أن تناوله مع بعض الأدوية مثل (السبراليكس) يساعد في تدعيم فعالية الدواء المضاد للاكتئاب، وعليه أنصحك أيضاً بتناول (الفلونكسول) بجرعة نصف مليجرام – حبة واحدة – صباحاً لمدة أسبوعين، ثم ارفعي الجرعة إلى حبة صباحاً وحبة مساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة بعد ذلك إلى حبة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقفي عنه.

إذن يعتبر (الفلونكسول) دواء إضافياً مدعماً وليس هو الدواء الأساسي، الدواء الأساسي هو (السبراليكس) وإن شاء الله بتناول الدواءين مع بعضهما البعض سوف يختفي هذا الاكتئاب وسوف تشعرين -إن شاء الله- بالاسترخاء والراحة النفسية والطمأنينة والسعادة.

أسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً