الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشخصية المثالية وكيفية المحافظة عليها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.
هل من الممكن أن يتحول الإنسان من شخصية مثالية إلى إنسان عادي خصوصاً عندما تقابل مثاليته بالعديد من المشاكل، سواء في الزواج، أو الصداقة، أو حتى بين الأخوات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن نتمنى أن تظل الفتاة المثالية مثالية، والمسلمة تقابل الإساءة بالإحسان، وتؤدي الأمانة لمن ائتمنها، ولا تخون من خانها، والفضيلة مهرها غال، فاتق الله في نفسك، واثبتي على ما أنت عليه، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالك.
ولا يخفي عليك أن الذهب يظل ذهباً، فحافظي على ما كنت عليه من الخير، ولا يحملنك تغير الأحوال والأزمان على مسايرة الواقع، والعاقل يمشي على طريق الخير ولا يستوحش من قلة السالكين، ويتجنب طريق الباطل ولا يغتر بكثرة الهالكين.
وأرجو أن تعلمي أن وجود الإنسان في جماعة له ثمن باهظ لأنه سوف يجد من الناس الصعب والذلول والطيب والخبيث، ولكن مع ذلك المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم.
والإنسان مدني بطبعه فهو لا يستطيع ولا يمكن أن يعيش وحده فهو يحتاج للناس ويحتاجون إليه، وقد أحسن من قال:
الناس من بدوٍ وحاضرةٍ بعضهم لبعض وإن لم يشعروا خدم
ونحن في الحقيقة نقول: إذا تخلى أصحاب الصفات الحسنة عن صفاتهم، وتنازلوا عن مثاليتهم فكيف يشيع الخير؟ وعلى أي شيء ستتربى الأجيال؟ كما أرجو أن يعلم الجميع أن الحياة لا تخلو من الأزمات والمشاكل، وهذه هي طبيعة هذه الدنيا التي ما رضيها الله وطناً لأوليائه، وهي لا تزن عنده جناح بعوضة، ولو كانت كذلك ما سقى كافراً منها جرعة ماء، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب نسى ما يجد من الآلام، فكيف إذا كان العمل هو حسن الخلق الذي يعتبر من أفضل الأعمال، والإنسان يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم الذي لا يفتر من صلاة ولا من صيام، وأصحاب الخلق الحسن هم أقرب الناس مجلساً من رسولنا صلى الله عليه وسلم.
وإذا أخلص الإنسان وتذكر صبر الأنبياء وجد في نفسه ثباتاً ورغبة في السير على طر يق الحق.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تكثري من اللجوء إلى من بيده الخير وبتوفيقه يحصل الثبات، ومرحباً بك مجدداً في موقعك.
ونسأل الله أن يسعدك في الدنيا والآخرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً