الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الخرف الوعائي وأعراض الذهان عند المسنين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا صاحب الاستشارة رقم (270949) وأود أن أطرح مشكلة الوالد ـ حفظه الله ـ وهي أنه يصر في بعض الأحيان على بعض الأشياء، كمثل إصراره على أن هناك بيتاً لنا غير البيت الذي نسكن فيه، والشك في الغريب، وبدأ مؤخراً بالشك في الوالدة حفظها الله.
وفي بعض الأحيان يخرج من البيت ولديه شيء من القلق، علماً بأن هذه الأشياء تأتيه على فترات متقطعة يعود بعدها إلى وضعه الطبيعي ويهدأ، علماً بأنه لازال يأخذ حبة سيروكسات يومياً 20 مجم، ويأخذ أدوية القلب والسكر والضغط، فهل يجوز يا دكتور أن نعطيه مضادات الذهان كالرزبيردون والزبيركسا.. إلخ، أم أن ضررها أكبر من نفعها على حسب آخر دراسة قرأتها للمرضى ذوي الخرف أو العته الوعائي؟

وإذا كان يجوز إعطاؤه فكم نعطيه الجرعة ولمدة كم؟ وما أحسنها لوالدي البالغ الثمانين من عمره -أي أنه كبير السن-؟ وهل يجوز أن نعطيه إياها عند اللزوم؟ وهل نوقف السيروكسات؟ علماً بأنك يا دكتور أوصيت بالاستمرار على السيروكسات وقد أفاده بحمد الله، وما هي المستجدات يا دكتور في معالجة الخرف الوعائي (Vascular dementia)؟ وهل صحيح أنه يعالج بزيادة نسبة ما يسمى Acetylcholine في المخ، ومن أهم هذه الأدويةDonepezil ، Rivastigmine ، Galantamine ؛ علماً بأن الوالد لا يأخذ شيئاً من هذه الأدوية، وهل تنصحون بها لحالته؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

جزاك الله خيراً – أخي الكريم– على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لوالدك العافية الشفاء.

لا شك أن الأفكار أو ما يذكره الوالد في بعض الأحيان من أشياء ليست منطقية من الأفضل دائماً محاولة تجاهلها أو تغيير الموضوع إلى موضوع آخر، فحين يبدأ عن هذه الأشياء يمكن أن تفتحوا موضوعاً آخر يكون مفضلاً بالنسبة له، فهذه تعتبر إحدى الطرق التي تساعد كثيراً.

وأعتقد أن الوالد سوف يستفيد من الأدوية المضادة للذهان، ولكن كما تفضلت لابد أن نراعي صحته الجسدية، ولابد أن نراعي الآثار الجانبية، ومضادات الذهان – كالرزبريدون والزبركسا – ذكر عنها الكثير، أي أن استعمالها في كبار السن يجب أن يكون بحذر، خاصة الذي يعانون من ارتفاع السكر في الدم؛ لأن الزبركسا بالذات يزيد أيضاً نسبة السكر ولذا بالطبع لا أنصح به، أما الرزبريدون فهنالك من أقر استعماله بجرعة بسيطة (واحد مليجرام) في اليوم، وهذا ربما يكون أمراً معقولاً ومناسباً بالنسبة للوالد.

والدراسات أيضاً تشير أن (الهلوبريدون) بالرغم من أنه دواء قديم ولكن ربما يكون هو الأسلم، ولكن نعرف أنه يسبب رعشة ورجفة وانشدادات عضلية لبعض الناس، وإن كانت هذه الآثار الجانبية لا تظهر مع الجرعات الصغيرة..

إذن ربما يكون البديل الآخر هو أن يعطى الوالد (الهلوبريدون) بجرعة نصف مليجرام صباحاً ونصف مليجرام مساءً وليس أكثر من ذلك، وكما ذكرت لك البديل الأول هو الرزبريدون.

وهنالك الآن دراسات تشير أن عقار (إريببرازول Aripiprazole) أو ما يعرف تجارياً باسم (إبليفاي)، وهو دواء في الأصل مضاد للذهان ولا يزيد الوزن ولا يرفع السكر في الدم، هنالك من يرى أنه ربما يكون أيضاً بديلاً جيداً للاستعمال لكبار السن، والجرعة في هذه الحالة تكون عشرة مليجرام. لكن هذا الدواء لم يستعمل حتى الآن على عدد كبير من المرضى لذا لا ننصح به، ولكن ذكرته لك من قبيل الإلمام بالمعلومات.

وهنالك أيضاً من يستعمل عقار (سوليان) هو أيضاً عقار يستعمل في كبار السن، وتميل المدرسة الأوروبية لاستعماله بجرعة خمسين مليجراماً صباحاً ومساءً، ويمكن أن تُرفع الجرعة إلى خمسين مليجراماً صباحاً ومائة مليجراماً ليلاً.

إذن: هذه كلها خيارات علاجية، والمبدأ الذي أود أن أحتم عليه هو أن يتناول الوالد أحد هذه الأدوية بالجرعة التي وصفتها، واستمراره على الزيروكسات أعتقد أنه أمرٌ جيد، لكن قد يكون من الأفضل أن نخفض الزيروكسات إلى عشرة مليجرام فقط، فإذا كنا سوف نستعمل أحد الأدوية المضادة للذهان فيفضل في هذه الحالة أن يكون الزيروكسات نصف حبة – عشرة مليجرام – وذلك مراعاة لسنِّ الوالد والأدوية الأخرى التي يتناولها.

أما بالنسبة لمعالجة الخرف الوعائي، من ناحية الأدوية يعتبر (الجلانتامين Galantamine) أو ما يعرف بـ (ريمنيل Reminul) يعتبر هو الأفضل؛ لأنه يعمل على عدة موصلات عصبية، لا يعمل على Acetylcholine فقط، يعمل على موصلات عصبية أخرى، لذا وجد أنه هو الأفضل في علاج الخرف الوعائي، ويمكن أن تصل جرعته إلى ثمانية مليجراماً في اليوم أو حتى إلى اثني عشرة مليجراماً في اليوم، ولكن هذه الأدوية عامة إذا لم تفد في الأربعة الأشهر الأولى فيرى كثير من الناس أنه لا داعي للاستمرار عليها.

أيضاً يوجد الآن دواء آخر (إيبكسيا Epixa)، وهو يستعمل في كل أنواع الخرف:

الخرف الوعائي أو الخرف من نوع علة الزهايمر، وجرعة البداية هي خمسة مليجراماً، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرة مليجرام يومياً، ويمكن أن ترفع إلى عشرين مليجراماً.

هذه هي الأدوية التي تستعمل في حالات الخرف، وبالتأكيد الدواء الذي قد نرشحه له هو (الجلانتامين)، أو ما يعرف بـ(ريمنيل Reminul) – كما ذكرت لك – ويبدأ بجرعة أربعة مليجراماً، وأفضل بالطبع أن يكون تحت نوع من الإشراف الطبي.

أسأل الله له العافية والشفاء، وجزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية وثقتك في استشاراتها، واهتمامك بأمر والدك، وأنت بذلك مأجور بإذن الله تعالى.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً