الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الهلع والهرع أثناء الحمل.. التشخيص والعلاج

السؤال

السلام عليكم.
أنا سيدة متزوجة ولدي طفلان، وأثناء حملي الثاني كنت أعاني من الشعور بعدم الاتزان، ولكنها كانت مرات قليلة، وبعد الولادة بأسبوعين شعرت بضيق التنفس وكأنني سأفقد الوعي، فذهبت إلى المستشفى وأجرى لي الطبيب فحصاً شاملاً للدم والضغط والسكر، وتأكد من خلال جهاز النبض ونسبة الأكسجين في الدم، وكانت كل فحوصاتي سليمة والحمد لله.

وأخبرني بأن حالتي هي مجرد إرهاق، ووصف لي فيتامينات (ستريس تابز)، ثم تكررت معي الحالة بعد شهر تقريباً، فذهبت إلى طبيبتي النسائية فأخبرتني بأنه إرهاق، وخضعت لتخطيط قلب واختبارات أذن وفحص للجيوب الأنفية وكانت كلها سليمة والحمد لله.

ولكن الحالة تتكرر معي بين الحين والآخر فأشعر بانزعاج شديد، وفي الفترة الأخيرة أصبحت أشعر بألم في الصدر، علماً بأنني كنت أتناول دواء (فيفول وكالسيشو) طوال فترة الحمل وبعده بستة أشهر، فما الحل؟

أفيدوني وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mram حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيجب أن يقوم الطبيب النفسي بتقييم حالتك، فهناك بعض الحالات يحدث لها اكتئاب ما بعد الولادة ولا يكتشف ذلك إلا الطبيب النفسي، فإن لم توجد مشكلة نفسية فيجب أن تأخذي بالأسباب الشرعية وتحرصي على قراءة القرآن والأذكار صباحاً ومساء، وكذلك الرقية الشرعية يومياً.

وقد يفيدك أن يقرأ عليك أحد المشايخ المشهود لهم بالصلاح، لعله يفيدك في تلك الأعراض التي قد حار الطب في إيجاد تفسير أو علاج لها، نسأل الله تعالى أن يبعد عنك الأذى وأن يجنبك كل مكروه وسوء.

انتهت إجابة الدكتورة سامية النملة أخصائية النساء والتوليد. تليها إجابة الدكتور محمد عبد العليم، أخصائي الطب النفسي لتتم الفائدة.
_______________________________
جزاك الله خيراً، وكل عام ونحن وأنتم والجميع بخير، وتقبل الله طاعتكم.

بدأت الحالة معك بشعور بعدم التوازن ثم بعد ذلك أعقبها ضيق في التنفس والشعور بأنك سوف تفقدين الوعي، ثم بعد ذلك ظهرت لديك الآلام بالصدر.

هذه الحالة التي تعانين منها نسميها بنوبات الفزع – أو الرهاب أو الهرع، ولكنه - الحمد لله - من النوع البسيط، ولم تصل حالتك أبداً لبعض الاكتئاب النفسي، فهي مجرد حالة نفسية تشخص تحت أمراض القلق، وربما يكون لا يوجد أي سبب واضح، ولكن ما دام الأمر قد تعلق بالحمل وتعلق بفترة الولادة فنستطيع أن نقول إن التغيرات النفسية والبيولوجية التي تحدث خلال هذه الفترة ربما تكون هي التي ساهمت في إظهار هذه الأعراض، علماً بأنه من الواضح أنه في الأصل لديك شيء من الاستعداد للقلق النفسي.

والقلق النفسي هو طاقة نفسية مطلوبة لا شك في ذلك، ولكنه في بعض الأحيان يكون مزعجاً إذا خرج عن النطاق المألوف والمطلوب.

إذن: أرجو أن تطمئني أن الحالة هي حالة قلقية وليست أكثر من ذلك، وحينما وصفها لك الأطباء بإرهاق فربما يكون القصد من النوع الإرهاق النفسي وليس الإرهاق الجسدي، ولا علاقة مطلقاً لهذه الحالة بالأدوية التي تتناولينها وهي الفيتامينات وحبوب الحديد والفيفول.

إذن: هذا هو التفسير، وهذا هو التوضيح، ويبقى أمر مهم وضروري ولابد أن نعيره الاعتبار؛ لأن الأدوية الممتازة لعلاج الهرع يفرز منها جزء بسيط في الحليب، وبالرغم من أنه لا يشكل خطورة حقيقية إلا أننا نكون دائماً في جانب التحوط، ولذا فسوف أصف لك علاجاً للقلق فقط في هذه المرحلة، والدواء الذي سوف أصفه لك بسيط جدّاً وهو لا يفرز في الحليب ولا يؤثر على الرضاعة، وهذا الدواء يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol)، ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة حبة واحدة – وقوة الحبة هي نصف مليجرام – واستمري عليها يومياً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة صباحاً وحبة مساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى.

هذا الدواء من الأدوية الجيدة والسليمة، وسوف تجدين فيه - إن شاء الله تعالى – كل خير.

أما إذا لم تكن فائدة الدواء بالكيفية المطلوبة فهنا لابد أن نفكر في دواء آخر مثل العقار الذي يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram) لأنه عقار تخصصي جدّاً لعلاج نوبات القلق التي تحمل سمات الفزع والهرع.

هذه معلومة وددت أن أضيفها، فقط وأنا متفائل بأن الفلوناكسول سوف يكون كافياً في هذه المرحلة.

أسأل الله لك الشفاء والعافية، وتقبل الله طاعتكم.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً