الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالات القلق الاكتئابي عند تقدم العمر وعلاجه

السؤال

السلام عليكم.

حضرة الدكتور المحترم:
رغم أنني متقاعد، ولا أرهق نفسي كثيراً سوى المشي يومياً نصف ساعة، ومشكلتي عندما تكون مناسبات أو أعياد أو زيارات لبعض الأهل، وخاصة عيد الفطر والأضحى المبارك أو زيارات أخرى، سواء ذهبت أنا أم أنهم يأتون إلي، حوالي أربع زيارات أقوم بها أو يأتون إلي أربع زيارات، لا أستطيع أن أتحمل، وهي ليست بعيدة، يحدث عندي Stress كبير، وأشعر بدوخة، ودقات قلبي، وضغطي، ووجع صدر، وضيق نفس، وأصبح كأني في عمر 90 سنة، وتعب وهلاك، رغم أنها زيارات قصيرة.

فما السبب؟ وما الذي يحدث لي؟ وما هو علاج هذه الحالة التي ترهقني كثيراً؟

لك تحياتي وشكري على إجابتك السريعة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنا نسأل الله أن يطيل عمرك في الخير، ويهبك الصحة والعافية، فإن مثل هذه الأعراض في مثل هذا العمر لابد أن نتأكد أنه لا توجد علة عضوية تكون هي السبب في الشعور بالدوخة والتزايد في ضربات القلب، والذي أنصحك به هو أن تقوم بإجراء فحص عام لدى الطبيب الباطني حتى تتأكد من مستوى الضغط، وتتأكد من قوة الدم لديك، ووضع القلب.

أنا لا أتوقع – إن شاء الله تعالى – أنه توجد علة عضوية - حقيقة - ولكن هذا من قبيل الاطمئنان.

الجانب الآخر والذي أعتقد أنه هو السبب لحالتك هو أنك تعاني من نوع من القلق الاكتئابي البسيط، ربما تسأل أنه لا يوجد لديك سبب يجعلك تصاب بأي نوع من القلق أو الاكتئاب؟ والإجابة أن عمرك في الأصل هو قابل للقلق والاكتئاب النفسي حتى وإن لم توجد أي مشاكل وإن لم يوجد أي نوع من الصعوبات.

شعورك بأنك لست بصحة جيدة، وشعورك بأنك أصبت بالتعب، وأنك مقدم على الهلاك بعد هذا المجهود البسيط، أعتقد أن ذلك من صميم الاكتئاب النفسي، والاكتئاب النفسي قد يظهر على السطح بعد المجهودات النفسية أو المجهودات الجسدية، وفي نظري هذا هو الذي ينطبق على حالتك.

ربما يكون من الأفضل لك أن تتناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق، وهذه الأدوية - الحمد لله - متعددة ومتوفرة وهي سليمة جدّاً، فهنالك عقار مشهور يعرف تجارياً باسم (بروزاك Prozac) ويعرف علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، فهو يحسن المزاج ويرفع من الطاقات الجسدية والنفسية، ويزيل التعب - بإذن الله تعالى – بصورة واضحة، وجرعته المطلوبة في حالتك هي جرعة بسيطة جدّاً، وهي كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل لمدة ستة أشهر.

وهنالك عقار آخر يعتبر بديلاً للبروزاك، وهو يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) ويسمى تجارياً أيضاً باسم (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline) فيمكنك أن تتناوله كبديل للبروزاك، وجرعته هي حبة واحدة من فئة خمسين مليجراماً يومياً لمدة ستة أشهر، ويفضل أن تتناوله بعد الأكل.

من الأمور الضرورية أيضاً أنه لابد أن تكون إيجابياً في تفكيرك، ولابد أن تستفيد من وقتك وتوزعه بصورة صحيحة ومفيدة، ولابد أن تستشعر دائماً أنه لازال لديك دور كبير في الحياة يمكن أن تقوم به، ولا شك أنك حريص على صلواتك وعباداتك والتقرب إلى الله تعالى، فإن هذا يبعث على الطمأنينة، وأرجو أن تتواصل اجتماعياً؛ لأن التواصل الاجتماعي في مثل عمرك ووضعك مطلوب جدّاً، وهو يحسن من الصحة النفسية كثيراً، وعليك أن تواصل في تمارين المشي فإن المشي من أفضل الرياضات التي تحسن الصحة النفسية والجسدية.

أسأل الله لك الشفاء والعافية وأرجو أن تطمئن تماماً أن حالتك بسيطة – بإذن الله تعالى – وكل عام وأنتم بخير، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً