الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرعشة في الأطراف عند صغار السن وعلاقتها بالشلل الرعاشي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب قد اقتربت من الثامنة عشر، ما يحدث معي يكبت طموحي، وصفي الدراسي يعني تحديد المصير رغم صعوبته، أتوهم بأني مريض بباركنسون وذلك لما يصبني أحياناً برجفة في الأيدي والاكتئاب الذي أنا فيه.

فهل هذا وهم أم هو صحيح؟ وإن كان صحيحاً أن حالي لا يسمح لي بزيارة أي طبيب، وبأي شكل من الأشكال؛ فهل هناك دواء ضد الاكتئاب بدون إدمان؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبعد:

فإنه بالطبع ليست كل رجفة هي دليل على وجود مرض (باركنسون Parkinson) أو ما يعرف بالشلل الرعاشي (Parkinsons disease)، حقيقة هذا المرض أستطيع أن أقول: إنه غير معروف في مثل عمرك، فإن الرجفة التي تحدث لك في اعتقادي ربما تكون ناتجة من قلق نفسي بسيط.

قد ذكرت أيضاً أنك تعاني من اكتئاب، فكنت أود منك أن تسترسل أكثر وتبسط حالتك بصورة أدق؛ لأن الاكتئاب في مثل عمرك ليس من المفترض أن يحدث، لا أقول: إنه من المستحيل فقد شاهدنا بعض الحالات، وحقيقة الذي أميل له أنك فقط تعاني من القلق وتعاني من عدم الطمأنينة.

الذي أنصحك به هو أولاً: أن تجعل لحياتك هدفاً، والهدف واضح جدّاً، فأنت - الحمد لله - في ريعان العمر وبدايات الشباب، وأنت في المرحلة الطلابية وأمامك الكثير الذي يمكنك أن تنجزه، فانظر للحياة بإيجابية، وانظر لها بكل جمال، وركز على دراستك وابحث نحو التميز، واجعل لحياتك هدفا، ولا تشغل نفسك أبداً بهذه الرجفة وما سميته بالاكتئاب، فأنا لا أريدك مطلقاً أن تُطلق على نفسك هذه المصطلحات، فليس هنالك ما يجعلك مكتئباً، فإن هذا في نظري – كما ذكرت لك – نوع من القلق الظرفي البسيط، وهو غير مستبعد في مثل مرحلتك العمرية التي هي مرحلة تطور ذهني، وتطور وجداني وجسدي ونفسي.

أعتقد أن حالتك في الأصل لا تتطلب زيارة للطبيب، فكما ذكرت لك عليك أن تفكر إيجابياً وتستثمر وقتك بصورة صحيحة، وأرجو أن تمارس الرياضة فهي - إن شاء الله - فيها فائدة كبيرة جدّاً لك.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فسوف أصف لك أحد الأدوية البسيطة جدّاً، والتي سوف تساعدك كثيراً - بإذن الله تعالى - وهذا الدواء يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، فأرجو أن تتناوله بجرعة خمسين مليجراما ليلاً بعد الأكل لمدة ستة أشهر.

هذا الدواء دواء بسيط وهو يعالج القلق ويعالج التوتر الداخلي، ويحسن - إن شاء الله - كثيراً من مزاجك.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام ونحن وأنتم وجميع المسلمين بخير.

وللاستفادة من العلاج السلوكي للاكتئاب يرجى مراجعة الاستشارات التالية: (237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121)، وللخوف من الأمراض: (263760 - 265121 - 263420 - 268738).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً