الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الناسور الشرجي وكثرة الغازات، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله، أما بعد:

أنا رجل في الأربعينيات، ومنذ أكثر من 20 سنة أعاني من الإمساك وكثرة الغازات، وكذلك شرخ في الشرج أو فتحة الشرج عندي مفتوحة وتنبعث مني رائحة البراز، وهذا يسبب لي الكثير من الإحراج، حيث لا أرغب في مخالطة الناس، علماً أني كنت إنساناً اجتماعياً جداً، ولكن بسبب حالتي ابتعدت عن الناس وأعيش في عزلة، ولولا تديني وإيماني بالله لأقدمت على الانتحار، ولكن -ولله الحمد- أنا متدين وملتزم.

أغيثوني أريد أن أعرف حالتي، وما سبب هذا المرض، وكيف يمكن العلاج؟

لا أعاني من أي ألم ولا وجود للدم أثناء التبرز، علماً أني أعاني من الإمساك منذ الصغر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لم تقل إنك عرضت نفسك على أي من الأطباء، وهل عجز الطب في مكان إقامتك في أمريكا عن حل مشكلتك حتى تصل إلى هذا الحد من التشاؤم؟

أريد أن أعلق أول شيء على موضوع الشرخ، فإنني أرى أن ما تعاني منه ليس شرخا؛ لأن الشرخ يكون عادة مؤلماً، وقد يسبب ظهور دم في البراز، وإنما هو ناسور شرجي.

والناسور الشرجي هو فتحة غير طبيعية تمتد من داخل المستقيم إلى فتحة في الجلد قرب فتحة الشرج؛ ويخرج من خلالها إفرازات مستمرة أو متقطعة أو حتى كميات قليلة من البراز.

الأمر الذي يؤدي إلى توسخ الملابس وظهور رائحة دائمة كريهة مستمرة، وهي رائحة البراز الذي يخرج عبر هذه الفتحة، وسبب الناسور الشرجي في معظم الحالات يكون خراجات قيحية حول الشرج تركت دون علاج حتى أدت إلى نشوء الناسور.

وقد يشعر المريض بحرقة وحكة حول فتحة الشرج نتيجة لهذه الإفرازات.

ويمكن بالفحص السريري ملاحظة وجود فتحة صغيرة حول فتحة الشرج أو في مكان قريب منها تخرج منها إفرازات.

والعلاج جراحي باستئصال الناسور، ونسبة النجاح عالية، فأنا أرى أن تراجع طبيب جراح مختص بجراحة الجهاز الهضمي، ونرجو من الله لك الشفاء.

أما بالنسبة للإمساك؛ فهناك أمور عديدة يجب الأخذ بها والاستمرار عليها، حتى يعود القولون للحركة بشكل طبيعي وهي:

1- الإكثار من شرب الماء، وإذا كان الإنسان صائماً فيكون ذلك بعد الإفطار.

2- الإكثار من الأطعمة التي فيها ألياف مثل الخبز بالنخالة والخضروات.

3- المحافظة على حركة الأمعاء الطبيعية، حتى لو لم يكن هناك رغبة للإخلاء (التبرز)، ويجب الاستجابة للرغبة في الإخلاء وعدم كبحها.

4- استعمال المنتجات التي تحتوي على نسبة عالية من النخالة والألياف كالميتاميوسيل (Metamucil ) أو سيترايوسيل ( Citrucel )، ويمكن كذلك استعمال اللكتولوز 20 مل أو أكثر كل يوم.

5- التقليل من تناول الأطعمة التي تسبب الإمساك (منتجات اللبن، أرز أبيض، الموز) قد يساعد أيضاً للتقليل من تناول الأطعمة التي بها دهنيات.

6- ممارسة الرياضة والحركة.

7- تجنب الشاي أو القهوة الثقيلة.

أما الغازات، فهناك أسباب عديدة لها، ومنها الإمساك وأسبابها الأخرى:

1- ابتلاع الهواء مع سرعة الأكل.

2- الإفراط في تناول الطعام.

3- الأطعمة المحتوية على توابل حارقة.

4- تناول الأطعمة الفاسدة.

5- شرب الماء خلال تناول الطعام.

6- تناول المشروبات الغازية.

7- تناول الطعام في حالة التعب أو التوتر العاطفي.

8- تناول الأطعمة التي لم تهضم جيداً وتخلّف وراءها البقايا التي تختمر مثل البصل والفول والملفوف.

9- تناول بعض المشروبات المحتوية على الخميرة.

10- كثرة تناول الحليب ومشتقاته كالأجبان والألبان.

11- كثرة تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب والخضروات.

وللتخلص من الغازات عليك باتباع ما يلي:

1- الاعتدال في الأكل؛ لأن الإسراف في الأكل يسبب النفخة، ويزيد من حالات الانتفاخ الناتجة من أمراضٍ عضوية، لأنه يلاقي جهداً مضاعفاً من الجهاز المرهق.

2- تحاشي المأكولات التي تُربك الهضم؛ مثل البقوليات والخضروات النيئة، مع التقليل من البروتينات وخاصة البيض في الحالات المصحوبة بغازاتٍ عفنة.

3- عدم الإفراط في شرب السوائل، وخصوصاً المياه الغازية.

4- الرياضة للجسم عامةً، ولعضلات البطن بصفة خاصة.

5- تجنب استعمال الملينات لفترات طويلة؛ لأنها تسبب مع طول استعمالها ارتخاء في عضلات الأمعاء.

وهناك أعشاب لعلاج الغازات ومنها:

1- اليانسون: ومن المعروف أن ثمار اليانسون مضادةٌ للمغص وطاردةٌ للغازات، وطريقة استعماله كالتالي: تؤخذ ملء ملعقة كبيرة من اليانسون، وتوضع في ماء مغلي لمدة 5 دقائق مع إغلاق الغطاء، ثم تُشرب بعد الأكل.

2- البابونج: يُستعمل منه أزهاره الصفراء اللون حيث تعتبر طاردة للغازات ومهضمة وفاتحة للشهية وضد المغص.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • اليمن ادهم الدرحاني

    اعجبني شرحك للموضوع بتفصيل

  • ألمانيا المغربى

    جزاك الله خيرا

  • رومانيا ***

    اانا مثل حالتك تماماً ودي لو ربي يأخذ روحي وارتاح من القرف الي عايشه فيه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً