الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العناد والقسوة في مرحلة المراهقة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي هي ابنتي الكبيرة، نوره، عمرها 11 عاماً، فهي عنيدة جداً وقاسية على إخوانها الصغار، وتكون شخصيتها مختلفة في المدرسة، ولقد علمت من فترة أن لها صديقة أخلاقها سيئة.

أرجوكم، أفيدوني عن كيفية التعامل معها عند قدوم الدورة الشهرية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم الجازي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن ابنتنا الكريمة تعيش في مرحلة العناد وهي على أبواب مرحلة جديدة، ونسأل الله أن يحفظها ويصلحها، ومعلوم أنٌ للإنسان ثلاث فترات يحصل فيها بعض العناد، وأول تلك المراحل تكون بين الثالثة والسادسة، والثانية تحصل بين العاشرة والثانية عشرة أما الثالثة فتكون في آخر العمر.

ومرحباً بك وبها في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لكم الصلاح والفلاح، وأرجو أن يعلم الأمهات الفاضلات أن قسوة بعض الأطفال على بعضهم له أسباب من أهمها ما يلي:

1- غياب العدل، فربما كان السبب في الذي يحصل هو الدلال الزائد لأشقاء هذه الطفلة.

2- التعليمات الكثيرة والتوجيهات المباشرة، ولا شك أن هناك فرقاً كبيراً بين من تقول: افعلي ولا تفعلي، وبين من تقول: نحن نحب الفتاة التي تسمع الكلام وخلافه من هذا النوع المحبوب، فلا تقولي: اتركي الإنترنت أو اللعب وقومي للنوم والأكل أو الدراسة، ولكن قولي التلميذة المجتهدة تنظم وقتها وتهتم بدراستها، وفلانة سوف تترك اللعب لأن موعد الصلاة بعد ربع ساعة.

3- عدم اتباع أسلوب الحوار، وقد قيل إذا أردت أن تُطاع فعليك بالإقناع.

4- كثرة التشكي وإعلان العجز.

5- القسوة في التعامل واستخدام أسلوب التحقيق.

6- الصديقة السيئة لها خطورتها وآثارها، ولكن التخلص منها لابد أن يكون بحكمة وتدرج وحوارٍ وإقناع.

7- وجود عناد في أحد الأبويين أو ظهور صور من العناد بين الزوجين.

وعلى كل حال فنحن ننصحك بالاقتراب من نورة، واتخاذها صديقة، ومشاورتها في بعض الأمور، والمسح على شعرها، والثناء على جمالها وخصالها، ومطالبة الصغار باحترامها، وسوف تكون هذه التصرفات سبباً مباشراً في إصلاح الأوضاع وعودة الأمور إلى نصابها وصوابها.

أما بالنسبة لمسألة الحيض، فقد أحسنت لاهتمامك بذلك، وأرجو أن تنظري في كتب المدرسة، وسوف تجدين بعض الدروس في الشرعية والعلوم فيها حديث عن تلك التغيرات، وعند ذلك سوف يسهل عليك مناقشة الأمر وإسداء النصح وهذا مفيد جيداً؛ لأنه أسلوب يسهل عليك مناقشة الأمر، من ذلك أن تكوني الصديقة الأولى لها لأنها في هذه الحالة سوف تُصارحك بكل ما يضايقها ويحصل لها ومعها.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إلى الله فإن التوفيق بيده وحده.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً