سعادة الدكتور محمد عبد العليم.

أود إفادتكم بأنني عدت لاستخدم السبراليكس لمدة سنة وشهرين 20 ملجم، مع العلم أنه سبق لي استخدامه في فترة ماضية، ولكن لمدة تسعه أشهر بنفس الجرعة بسبب انتكاسة، والآن أرغب في إيقافه، ولكني متخوف من تركه من عودة الانتكاسة مجدداً، ولي استفسار أتمنى الإجابة عليه فضلاً لا أمراً:

- هل المدة الأخيرة كافية من وجهة نظركم أم لا؟

- هل يسبب السبرالكس زيادة الوزن، وكذلك التعرق، كوني قد عانيت منهما؟

- هل هناك خطورة من تكرار استخدام إندرال بجرعة 40 ملجم مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، والزناكس 5 ملجم عند اللزوم، على القلب أو الدورة الدموية؟

- أود تغيير السبرالكس -بالرغم أني -ولله الحمد- استفدت منه إلى علاج آخر بالإمكان استخدامه بجرعةٍ واحدة ودائمة، ولا يسبب مشاكل ولا زيادة في الوزن، فهل اللوستر -زولفت- مناسب، أو ما هو الدواء الذي ترشحونه لي؟

مع جزيل الشكر والامتنان.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

الانتكاسة المرضية في حالة الاكتئاب إذا حدثت يجب أن نكون أكثر حذراً في مدة العلاج، وكذلك في جرعته، وأنت حدثت لك هذه الانتكاسة، والآن تتناول الدواء منذ سنة وشهرين، -والحمد لله- أنت في صحة نفسية جيدة.

الدراسات مختلفة جدّاً في المدة التي يجب أن يستمر فيها الإنسان على الدواء، ولم تحدد هذه المدة بدقة، ولكن معظم الدراسات تُشير أن حدوث الانتكاسة هو مؤشر مهم وضروري لأن يتناول المريض الدواء لأطول فترة ممكنة، وبالطبع كلمة (أطول فترة) ممكنة تتحمل تفسيرات كثيرة.

هنالك من أشار إلى أن المدة المقبولة بعد الانتكاسة الثانية هي أن يظل الإنسان على الدواء لمدة ثلاث سنوات، وفي حالة الانتكاسة الثالثة يجب أن تكون المدة خمس سنوات أو أطول من ذلك.

عموماً؛ حتى تكون في جانب التحوط، فالذي أراه هو أن تُكمل مدة العلاج لمدة ثلاث سنوات على الأقل، وما دمت استفدت من السبرالكس Cipralex، فأعتقد هو الدواء الأفضل لكي تستمر عليه.

أنا أقدر جدّاً أنك منزعج لزيادة الوزن، وكذلك التعرق، والسبرالكس قد يؤدي إلى زيادة في الوزن للأشخاص الذين لديهم أصلاً الاستعداد لذلك، وهذا الاستعداد غالباً يكون استعداداً وراثياً، فهنالك بعض الأسر توجد فيها السمنة وسط أفرادها، وهؤلاء إذا تناولوا هذه الأدوية يكونون أكثر عرضة لزيادة الوزن، والأبحاث تُشير أن زيادة الوزن تكون في الستة أشهر الأولى، بمعنى أن الإنسان إذا حرص ونظم طعامه ومارس الرياضة بعد انقضاء فترة الستة أشهر الأولى للعلاج؛ فإن الوزن يبدأ في التناقص حتى وإن استمر على الدواء.

كما ذكرت لك: الذي أراه هو أن تستمر على السبرالكس، وأن تمارس الرياضة، وأن تتحكم في الطعام الذي تتناوله، وأمر آخر وهو: أن تنقص جرعة السبرالكس إلى عشرة مليجرام، بمعنى آخر: سوف ننقلك إلى الجرعة الوقائية بدلاً من الجرعة العلاجية، وفيما أعتقد أنك -إن شاء الله- سوف تظل في صحة نفسية جيدة على هذه الجرعة وهي عشرة مليجرام.

أما إذا أردت أن تنتقل إلى الزولفت Zoloft فلا مانع من ذلك أيضاً، فهو قريب جدّاً من السبرالكس، ويقال: إنه لا يؤدي إلى زيادة كبيرة في الوزن، وإن كان هناك شكوك كثيرة حول هذه الدراسات.

عموماً؛ إذا أردت أن تتناول الزولفت، فكل الذي تقوم به هو أن تخفض السبرالكس إلى عشرة مليجرام يومياً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك تتوقف عن السبرالكس، وفي نفس الوقت تبدأ في تناول الزولفت بجرعة خمسين مليجراماً، ويستحسن أن تستمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام لمدة شهرين، ثم بعد ذلك يمكنك أن تخفضها إلى خمسين مليجرام كجرعة للوقاية.

العقار الذي قد لا يؤدي إلى زيادة في الوزن هو العقار الذي يُعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin)، ويُسمى علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، فإن الدراسات تُشير إلى أنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، كما أنه لا يؤدي إلى أي خلل في الأداء الجنسي، وجرعة الفافرين المساوية لعشرة مليجرام من السبرالكس هي مائة مليجرام ليلاً، تكون البداية بجرعة خمسين مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى مائة مليجرام ليلاً، ثم بعد شهر ترفع إلى مائتي مليجرام، ويكون الاستمرار على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى مائة مليجرام، وهذه هي الجرعة الوقائية.

هنالك عقار يعرف تجارياً باسم (ويلبوترين Wellbutrin)، ويسمى علمياً باسم (ببربيون Bupropion). يعرف عنه أنه لا يؤدي إلى أي زيادة في الوزن، بل على العكس قد يؤدي إلى نقص في الوزن، كما أنه يحسن الأداء الجنسي، ولكنه يُعاب عليه أنه قد يضعف النوم أيضاً، وهناك دراسات تُشير إلى أنه ربما يؤدي إلى زيادة في كهرباء المخ لدى بعض الناس، وجرعة هذا الدواء هي مائة وخمسون مليجرام صباحاً ومساءً، ويمكن أن ترفع إلى مائة وخمسين مليجرام ثلاث مرات في اليوم.

هذا الدواء بالطبع يُساعد فقط في علاج الاكتئاب، ولا يساعد في علاج الوساوس أو الرهاب.

أتمنى أن أكون قد أعطيتك المعلومات المطلوبة فيما يخص هذه الأدوية.

أرجع إلى سؤالك عن العلاقة بين السبرالكس والتعرق؟ وأقول لك: إنه لا توجد علاقة مباشرة، فهذا نادراً ما يحصل مع السبرالكس، ونشاهد التعرق أكثر مع مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، مثل العقار الذي يُعرف تجارياً (امبرمين Imipramine)، ويسمى علمياً باسم (تفرانيل Tofranil).

أما بالنسبة لسؤالك: هل هنالك خطورة من تكرار استخدام الإندرال Anderal بجرعة أربعين مليجرام مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، وكذلك الزانكس Xanax؟

فالإندرال لا يفضل استعماله بهذه الطريقة؛ فهذه الطريقة ليست سليمة؛ لأن جرعة أربعين مليجرام تعتبر جرعة كبيرة نسبياً، واستعمالها مرتين أو ثلاث مرات في اليوم ثم التوقف عنها فجأة ربما يكون له مضار على القلب.

إذن: لا أنصح باستعمال الإندرال بهذه الطريقة، لكن يمكن استعمال أربعين مليجرام يومياً ويفضل أن تُقسم إلى عشرين مليجرام صباحاً ومساءً، وهذه الجرعة يمكن أن يستعملها الإنسان ليوم أو يومين، أما الجرعة التي تصل إلى ثمانين مليجرام أو مائة وعشرين مليجرام في اليوم، فهذه لابد أن توقف بالتدرج، ولا يمكن التوقف عنها فجأة.

أما بالنسبة للزاناكس، فهو عقار لا يؤثر على القلب مطلقاً، ولا يؤثر على الدورة الدموية، فقط الذي نخاف منه أنه ربما يؤدي إلى التعود أو حتى إلى الإدمان، ونصف مليجرام في اليوم لا بأس من استعماله عند اللزوم، ونعني به عند الضرورة القصوى، ويستحسن ألا يزيد استعماله بهذه الطريقة عن مرتين في الأسبوع، وذلك درءاً لأي احتمال أن يؤدي إلى الإدمان أو التعود.

جزاك الله خيراً، وبارك الله فيك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.