الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المداومة على دواء البروزاك وإفادته في أعراض القولون العصبي

السؤال

كنت أشكو من قلق وخوف مستمر، ودوران وضيق في الصدر منذ سنة، فراجعت طبيباً نفسياً فوصف لي البروزاك (20 ملجم) يومياً، فتحسنت حالتي مع قليل من الضيق والخوف، واستمريت على هذه الجرعة لمدة سنة تقريباً، فكم هي المدة التي أستمر فيها على البروزاك؟ وهل له آثار جانبية عند تناوله لسنوات؟ وما أفضل علاج للقولون العصبي؟

علماً بأني أخاف أن ترجع لي الحالة بعد تركه.

ولكم جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحمد لله الذي أنعم عليك بنعمة التحسن، وأود أن أطمئنك أن عقار (بروزاك Prozac) من الأدوية السليمة والفعالة، ويمكن للإنسان أن يتناوله لسنوات دون أن توجد أي آثار جانبية إن شاء الله.

ولا شك أن القلق شائع في مثل عمرك، والقلق في هذه السن ربما يكون متصلاً بجانب الخوف، وبشيء من الاكتئاب البسيط الذي يظهر في شكل عسر للمزاج في بعض الأحيان، ويعتبر عقار بروزاك علاجاً دوائياً مثالياً؛ لأنه يقضي على كل هذه الأعراض من القلق والخوف وعسر المزاج.

ولا يوجد أي مانع في أن تستمر على البروزاك لسنوات، ولا يوجد أي حرج في ذلك مطلقاً، ولا أقول لك: مدى الحياة، ولكن أكمل العلاج لمدة ثلاث سنوات، وهذه المدة ليست طويلة، ويمكنك بعد أن تستمر على البروزاك - لمدة سنة من الآن - كبسولة واحدة يوماً بعد يوم، وهذه وسيلة طيبة وجدها الكثير من الأخوة مفيدة جدّاً، وتعتبر جرعة وقائية.

ويوجد أيضاً نوع من البروزاك يسمى بـ(Prozac90)، وهذا النوع من البروزاك يمكن تناوله مرة واحدة في الأسبوع، فهذا أيضاً وسيلة من وسائل الوقاية الجيدة، ولكن الذي أقترحه هو أن تظل على البروزاك العادي بجرعة عشرين مليجراماً (كبسولة واحدة) في اليوم لمدة عام، ثم بعد ذلك تبحث في أحد الخيارين في الوقاية، إما كبسولة عادية يوماً بعد يوم، أو البروزاك تسعين، فيمكن أن تتناوله بمعدل كبسولة واحدة في الأسبوع.

والبروزاك ليس له أي آثار جانبية، إلا ربما يؤخر القذف المنوي لدرجة بسيطة عند بعض الرجال، وهذه تلاحظ دائماً في بدايات العلاج، وأما الذين يتناوله لمدة طويلة لا يلاحظون ذلك، بل على العكس تماماً، فالكثيرون منهم يقولون: إن أداءهم الجنسي والمعاشرة الزوجية قد تحسنت كثيراً.

وأما بالنسبة لأعراض القولون العصبي، فهو جزء من القلق والتوتر الداخلي، حيث يعرف أن عضلات القولون هي من أكثر العضلات التي تنقبض إذا كان الإنسان يعاني من القلق النفسي، والعضلات الأخرى هي عضلات الصدر والرقبة وعضلات أسفل الظهر وكذلك عضلات فروة الرأس، فهذه العضلات أيضاً أكثر قابلية للانقباض في حالات التوتر.

والبروزاك كعلاج دوائي في حد ذاته سوف يفيدك في أعراض القولون العصبي، ولا مانع من أن تضيف عقاراً آخر يعرف تجارياً باسم (فلونكسول Flunaxol)، ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، بجرعة نصف مليجراما يومياً، يمكنك أن تتناوله لمدة شهرين أو ثلاثة، وبعد ذلك يمكنك التوقف عنه، ولا مانع أن تتناوله عند اللزوم إذا أحسست بأي آلام في القولون العصبي، ويتميز هذا الدواء أنه ليس لديه أي آثار انسحابية، بمعنى أن الإنسان يمكن أن يتوقف عنه فجأة دون أي تبعات سلبية.

ولا شك أن ممارسة الرياضة هي من أجمل وأنجع السبل التي يعالج بها وعن طريقها القولون العصبي، وكذلك القلق والتوتر، فكن حريصاً على ذلك، وحاول أن تدرب نفسك وتتعلم ممارسة تمارين الاسترخاء بصورة صحيحة، فعليك أن تتحصل على أحد الكتيبات أو الأشرطة التي توضح كيفية القيام بهذه التمارين.

وأما القولون العصبي، فلابد أن تكون حذراً في نوع الأطعمة التي تتناولها، وهناك بعض النظم وبعض الأطعمة الممنوعة وبعض الأطعمة التي يوصى بها، ولكن المبدأ الصحيح هو أن تجرب وأنت تعرف الآن أي طعام يمكن أن يثير القولون لديك، وأي طعام لا يثيره، وعلى ضوء ذلك يمكن أن تتحكم في نوعية الأطعمة التي تتناولها.

وقد وجد أن شراب النعناع المركز يساعد كثيراً في علاج آلام القولون العصبي، وهناك عقار مشهور يعرف باسم (دسباتالين Duspataline) يتناوله الناس كثيراً لعلاج أعراض القولون، منه مائة وخمسة وثلاثون مليجراماً، ومنه مائتي مليجراماً، ويفضل أن تتناول حبة من فئة مائتي مليجراماً يومياً لمدة أسبوع، ثم تتوقف عن تناوله، ويمكنك تناوله عند الضرورة حين تحس أن آلام القولون قد ازداد عليك.

ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على العلاج السلوكي للمخاوف في الاستشارات التالية: (262026 - 262698 - 263579 - 265121)، نسأل الله لك العافية والصحة، ونشكرك على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً