الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مرض النقرس... التشخيص والعلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أصابني ألم فقط وليس انتفاخاً في إبهام رجلي اليمنى، وذهبت إلى دكتور العظام، أخذ علي أشعة للقدم وكانت النتيجة سليمة، ولكن المفاجأة والصاعقة التي جعلتني في رعب وقلق وخوف عندما أخبرني عن نتيجة الدم، حيث أخبرني بأن لدي ارتفاعاً في حمض اليوريت! وشخص النتيجة بأنني مصاب بداء النقرس، لم أصدق ما قاله، لأنني أولاً رياضي أمارس الرياضة يومياً، ولا آكل اللحم إلا نادراً، ومسلم وملتزم لا أشرب كحوليات، وكذلك الماء أشرب بكثرة، ولا يوجد في العائلة من لديه نقرس، ولا أشكو من التهاب المفاصل إطلاقاً.

فكيف حدث هذا؟! هل هو خطاء في التحليل أم ماذا؟ المهم أعطاني أدوية مضادة للألم وأعطاني دواءً خافضاً لليوريت، وعندما بحثت في النت عن النقرس أصابني الهلع والخوف من الصور المعروضة لمرضى النقرس.

هكذا يفعل النقرس بالمصاب أم أن هذه حالة عن أمراض أخرى؟

إخواني! أنا أريد منكم المشورة، هل طوال عمري سآخذ العلاج أم أن النقرس مرض عادي؟ حيث أكتب إليكم هذه الاستشارة وأنا في حالة نفسية سيئة من الخوف والتوتر، والحزن الذي خيم علي، علماً بأن لدي زيارة ثانية للدكتور بعد أسبوع، ثم كيف أفرق بين التهاب عادي من جراء الرياضة والنقرس؟ هل أعيد الفحص أم ماذا أفعل؟

انصحوني ولكم الأجر من الله.

أرجو الرد بسرعة إن أمكن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ اليأس القاتل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:

فمن الأمراض المفضلة لدى أطباء الروماتيزم هو النقرس ليس لأنهم يريدون أن يكون الناس عندهم نقرس، وإنما لسهولة علاجه وقدرة التحكم به.

وما تراه في الصور هو صور الناس الذين لا يتناولون الأدوية، ويتم تشخيصهم بشكل متأخر.

أولا: أريد أن نركز على القصة المرضية فقد قلت: إنه لم يحصل عندك تورم، وإن لم يكن هناك احمرار في المفصل، فعلى الأكثر أن هذا ليس بالنقرس؛ لأن النقرس يسبب ألماً شديداً وتورماً وانتفاخاً.

وهناك العديد من الأمور التي تسبب ألماً في الأصبع الكبير للرجل والتي يتم تشخيصها على أنه نقرس، على كل حال هناك (10%) من الناس الطبيعيين من عندهم ارتفاع في حمض البول، فقط (10%) منهم يحصل عندهم نقرس، وصحيح أن ارتفاع حمض البول يكون أكثر عند من يتناولون الكحول ويأكلون اللحوم بكثرة، إلا أنه نراه مرتفعاً عند النباتيين أيضاً، وللوراثة دور كبير في هذا الموضوع.

والغذاء يرفع وينزل أحماض البول بنسبة (15%) فقط من حمض البول في الدم، أي: أنه إذا شربت الماء فقط لعدة أيام فإن حمض البول ينزل بنسبة (15%) ويستمر الجسم بإنتاجه يومياً.

من أجل علاج النقرس فإن حصل مرة واحدة فقط ( إما لا أعتقد أن ما حصل معك إن لم يكن هناك تورم واحمرار هو النقرس وإنما آلام في الأصبع) فإنه عادة نعالج الحالة بالمسكنات ونقول للمريض أن ينقص وزنه ويقلل من اللحوم فقط ولا نعالج حمض البول في الهجمة الأولى.

إذا تكررت الهجمات وأخذنا السائل في المفصل وتبين لنا أن هناك بلورات النقرس نقول عندها إنك تحتاج لعلاج الكولشيسن الذي يمنع الهجمات ثم إذا تكرر على هذا العلاج عندها يعالج بتنزيل حمض البول، وعندها نقول إن المريض يحتاج للعلاج كل العمر، وأرى ألا تشغل بالك كثيراً،

أما إعادة الفحص فإنها لن تفيد لأننا لا نعالج ارتفاع حمض البول وإنما نحن نعالج النقرس المتسبب بارتفاع حمض البول، فإن لم يكن هناك نقرس متكرر فإننا لا نعالج ارتفاع حمض البول.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً