الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالضيق والميول للعدوانية

السؤال

أشعر منذ فترة بضيق شديد واكتئاب، ولدي ميول عدوانية، وأجلس أمام الإنترنت أوقاتاً طويلة، وأتعصب بسرعة، ولا أشعر بالراحة في نومي، ودائماً لدي ألم في جسدي، فما الحل؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن مشاعر الضيق غير المبررة أو غير ظاهرة السبب، والتي تكون مصحوبة بميول عدوانية وانفعالية وشعور بعدم الراحة وآلام بالجسد، وكذلك الميول إلى النوم هي غالباً دليل على وجود هذه الحالة الاكتئابية، والاكتئاب عند الناس الذين هم في مقتبل العمر أو في فترة الشباب يظهر بهذه الصيغة، وليس من الضروري أن يكون اكتئاباً عميقاً في مظهره، ولكن تظهر الأعراض الانفعالية أكثر كما هو في حالتك.

والذي أنصحك به هو أن تبحث إذا كانت هناك أي أسباب تجعلك تحس بالضيقة والتوتر، وهذا الشعور بالعدوانية، إذا كان هناك أي أسباب فعليك أن تواجه هذه الأسباب بالطريقة المعقولة وتحاول معالجتها.

وعليك أن تكون إيجابياً في تفكيرك، فهذه كلها أعراض سلبية، فالضيقة يقابلها الاسترخاء، فحاول أن تكون مسترخياً، والشعور بالميول للعدوان نحو الآخرين شعور ليس بطيب، وتذكر أن هذا سوف يوقعك في مشاكل كثيرة، وهو أمر غير محمود وفعل مذموم، فحاول أن تباعد بينك وبين هذه المشاعر بأن تذكر مشاعر التسامح وكظم الغيظ على نفسك قدر المستطاع.

والجلوس على الإنترنت لفترات طويلة ليس أمراً مرغوباً، وقد اتضح أن مثل هذه الممارسة لها آثار جسدية ونفسية سيئة، فالجلوس الطويل يضر بالعمود الفقري وكذلك بناء العضلات، وقد وجد أنه يولد أيضاً نوعا من الشحنات النفسية الداخلية السلبية، وقد يؤدي إلى الانزواء وعدم التفاعل مع الآخرين، وحتى الشعور بالاكتئاب والندم بعد ذلك على الوقت الذي ضيعه الإنسان في موضوع كان هنالك أمور أكثر أهمية منه، فهذه كلها سلبيات ينبغي أن تحاول تجنبها.

يأتي بعد ذلك العلاج السلوكي الآخر وهو أن تمارس الرياضة، فقد وجد أنها تمتص طاقات الغضب وطاقات الانفعال والطاقات السلبية، والرياضة تعمل من خلال موصلات كيميائية وعصبية داخل مخ الإنسان، فهناك مواد تسمى بـ(الأندرفين Endorphin) ومادة أخرى تسمى بـ(إنكفلين Enkephalins) هي مريحة للنفس البشرية وتؤدي إلى توازنها، هذه المواد تفرز عن طريق مناطق معينة في المخ في وقت ممارسة الرياضة، فأرجو أن تهتم بهذا الموضوع لأنه سوف يفيدك كثيراً.

وفي رأيي حاول أن تركز على عملك في التجارة وأن تطور أعمالك، فهذا إن شاء الله تعالى يعطيك الشعور بالرضا والشعور بالنجاح.

وكن مجيداً لتوزيع الوقت، فكما ذكرت لك خصص وقتاً للرياضة ووقتا للراحة، ولا تمل إلى النوم الكثير، فيجب أن تحدد ساعات معقولة وتبتعد عن النوم النهاري، ولابد أن تكون حريصاً على عباداتك وصلواتك ولابد أن تتواصل اجتماعياً، وعليك أن تعطي نفسك الشعور بالمسئولية والشعور بالتسامح مع الآخرين وبكظم الغيظ، فهذه كلها تبدد مشاعرك السلبية إلى مشاعر نفسية سوية وسليمة.

يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي وهناك أدوية كثيرة تساعد في مثل حالتك، وربما يكون العلاج الأفضل هو العقار الذي يعرف تجارياً باسم (بروزاك Prozac) ويعرف علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين، ثم ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، فهذا الدواء من الأدوية المضادة للاكتئاب والانفعال وهو دواء سليم وغير إدماني وغير تعودي، وإن شاء الله سوف تجد فيه خيراً كثيراً.

وبجانب هذا الدواء يوجد دواء آخر مساعد ومدعم وهو يسمى تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة (نصف مليجرام) يومياً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله، وبتناولك للدواء الذي وصفته لك وباتباع الإرشادات السابقة وأن تعود نفسك ألا تغضب وأن تطبق ما ورد في السنة المطهرة من أن تتوضأ وتصلي ركعتين، وأن تغير مكانك وأن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأن تتفل على يسارك ثلاث مرات حين تحس بالغضب، هذه التطبيقات كلها مفيدة لك.

نسأل الله لك العافية والشفاء وأن تتمتع بصحة نفسية جيدة وإيجابية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً