الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقة الشرعية هي الطريق الصحيح للحب والمودة.

السؤال

أنا فتاة أرفض كل أنواع العلاقات الثنائية بين الفتاة والشاب باعتبارها محرمة شرعا، وأرى أنه لا يوجد شيء اسمه حب في هذا السن، فالحب القوي والحقيقي هو الذي ينتج عن العشرة الطيبة والمودة، لكن زملائي يقولون لي إني معقدة وأنه يجب علي أن أعيش حياتي، فهل أستمر هكذا أم أتبع نصيحة صديقاتي؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غيثة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإنسان يتعوذ من الشيطان ويذكر الرحمن فينصرف عنه الجان، ولكن أصدقاء السوء لا ينصرفون ويظلون حول الإنسان يزينون له العصيان، فتوجهي إلى مالك الأكوان، وخالفي ما يقوله لك الأخوات والإخوان، فإنك على الحق والخير يا أمة الرحمن.

ومرحباً بك في موقعك بين الآباء والإخوان، وقد أسعدنا إصرارك على الطهر والعفاف رغم كثرة المتهاونين من الفتيات والفتيان، والعاقلة تتمسك بطريق الخير ولا تغتر بكثرة الهالكين.

وقد أحسنت برفضك لكلامهم، وأرجو أن يعلم الجميع أن المشاعر الحقيقة هي تلك التي تنشأ بعد العلاقة الشرعية المعلنة، وما سواه كذب ودجل ومجاملات تظهر فيها الحسنات وتختفي السلبيات، والحب الحقيقي الحلال هو الذي يقوم على التوافق والتفاهم بعد الإعلان، وهو الذي يكون بحضور الأهل ومباركتهم ومشاركتهم، وهو الذي يكون الهدف منه هو الزواج وليس مجرد قضاء الأوقات، والحب الحلال هو الذي يكون فيه تعاون على البر والتقوى، بل هو الذي ينطلق من قاعدة الإيمان بالله والحب له سبحانه.

وليت العابثين بالأعراض يدركون أن التوسع في البرنامج العاطفي يعصف بمستقبلهم العلمي وبسعادتهم الأسرية مستقبلاً، وهل يمكن أن نجد طالباً يقبل بحصول ذلك العبث مع أخته أو عمته أو خالته، فلماذا العبث بمشاعر وعواطف الفتيات؟

ولا يخفى على أمثالك أن الإسلام باعد بين أنفاس الرجال والنساء حتى في أطهر البقاع في بيوت الله، حيث الطهر والإيمان والركوع والسجود، وحرم كل ما يثير العواطف ويوصل إلى الحرام، وكل ذلك صيانة للأعراض وحفظاً للمجتمعات.

وهذه وصيتي لكل شاب وفتاة بأن يتقوا الله الذي يعلم السر وأخفى، وعليك بكثرة الدعاء وأشغلي نفسك بمراجعة دروسك، وابتعدي عن أماكن وجود الرجال بقدر الاستطاعة، وتذكري أن الحياء خلق الإسلام، وأنه من الفتاة أجمل وأكمل، لأنها كالثوب الأبيض، والبياض قليل الحمل للدنس، نسأل الله لك الثبات والسداد.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً