الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة لشاب يرغب في الزواج ولكن ظروف الدراسة تعيقه.

السؤال

السلام عليكم.

أحب امرأة وأنا لست إلا طالباً، وأريدها في الحلال، وعلى سنة الله ورسوله، فماذا أفعل؟

أنا من عائلة فقيرة جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زهير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


فإننا ندعوك إلى إعداد ما تستطيع ثم عليك أن تطرق باب أهلها، فإن حصل الوفاق والتوافق والقبول، فبها ونعمت، وإن لم تحصل موافقة، فالنساء غيرها كثير، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يصلح حالنا وحالك.

ونحن في الحقيقة ننصح كل شاب بعدم التسرع في هذا الجانب، ونتمنى أن تكون أسرتك على علم وموافقة، بل نحن نفضل أن يكون طلب يد الفتاة عن طريق والديك لأن هذا أدعى للقبول، ولا أظن أن الفقر مانع من الزواج، بل كان السلف يلتمسون الغنى في النكاح يتأولون كلام ربنا الكريم الفتاح: ((إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ))[النور:32]، ومع ذلك فنحن ندعوك إلى تجهيز ما تستطيع، ولا مانع من طلب مساعدة أهلك وأسرتك مع ضرورة أن تكون المسألة قائمة على البساطة والتيسير، ونحن نبشر كل من يطلب الحلال وينشد العفاف بمعونة الله.

وكم تمنينا أن تقوم المجتمعات الإسلامية بدورها في تيسير مراسيم الزواج استجابة لقول الله: ((وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ))[النور:32]، وليت كل أب قادر حرص على مساعدة أولاده على أمر الزواج، فإن حاجتهم إلى العفاف لا تقل عن حاجتهم للطعام والشراب، وقد قال سعيد بن العاص رضي الله عنه: (إذا علم الرجل ولده القرآن وحج به بيت الله الحرام وزوجه فقد خرج من حقه).

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وتذكرك بأن الله سبحانه وجه من يصعب عليه الزواج بأن يسلك سبيل العفاف، فقال سبحانه: ((وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ))[النور:33].

ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً