الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شاب لا يستطيع الارتباط بأي فتاة لأسباب متعلقة بأسرة الفتاة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
أحمد الله أولاً أن منَّ علي بالتخرج من كلية جيدة والعمل بإحدى المؤسسات المحترمة، ومنذ أنهيت خدمتي العسكرية وبدأت العمل وأنا أعاني من كثرة التفكير، والمزاج السيء والمتقلب كثيراً، والعصبية المفرطة.

كلما حكيت لأحد أصدقائي عن هذا كان يقول لي أن هذا أمر طبيعي، وحلها أن أرتبط بفتاة حتى أستقر، وقد عرض عليّ أهلي عدة فتيات على قدر عالٍ من الأخلاق والأدب والتدين، ولكن مشكلتي مع كل واحدة منهن هو اعتراضي على والديهم أو إخوانهم أو أخواتهم، فواحدة منهن والدها سيء الطبع ولا يصلي، والأخرى مستوى والدها الاجتماعي مرتفع جداً، وواحدة منهن مستواها الاجتماعي ضعيف وغير متعلمين، ولكن القاسم المشترك بين هؤلاء الفتيات هو: " الأدب والخلق والتدين والسمعة الطيبة، والمستوى العلمي المرتفع ".

وأنا أعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أوصى بانتقاء ذات الدين، ونحسب أنه موجود إن شاء الله ولكن ماذا عن أسرة الفتاة؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك سوف تتزوج الفتاة وليس أسرة الفتاة، وإذا وجد الدين والخلق غطى على بقية العيوب، وقد أحسن من قال:

كل كسر فإن الدين يجبره *** وما لكسر قناة الدين جبران

ورغم أهمية وجود الصلاح في أسرة الفتاة إلا أن أهمية هذه المسألة تقل عندما تكون الفتاة متدينة؛ لأن تمسكها بالأخلاق والدين رغم وجودها في أسرة فيها خلل دليل على أن الله عافاها بتدينها – وهذا في الغالب من الأحوال – فسبحان من يخرج الحي من الميت.

ومن هنا فنحن ندعوك إلى أن تطرق باب الفتاة التي تجد في نفسك ميلاً إليها، وقد يكون من المفيد أن يكون أهلك مرتاحين وسعيدين ومؤيدين لاختيارك، بمعنى أنك يمكن أن تعطي أولوية لمن تشعر أن والدتك تقبلها أكثر؛ لأن في ذلك عوناً لك على أداء كافة الحقوق مستقبلاً، مع ضرورة أن تعلم أن الإنسان لا يمكن أن يجد امرأة بلا عيوب، لأنك أيضاً لست خالياً من العيوب، ولكن الإنسان يسدد ويقارب.

ولا يخفى على أمثالك أن المسلم إذ تحير في أمر ولم يظهر له وجه الصواب فإن عليه أن يسارع إلى صلاة الاستخارة وفيها طلب للدلالة على الخير ممن بيده الخير، ثم عليه أن يشاور الفضلاء والعقلاء، مع ضرورة أن تحفظ لسانك عن عيوب بنات الناس، فما ينبغي أن تقول: هذه كذا وتلك أسرتها كذا، واحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به غيرك، واعلم أن أهلك احرص الناس على مصلحتك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأحسب أنك سعيد لأن كل الخيارات أمامكم يوجد فيها الدين والأخلاق والمؤهلات العلمية، وأسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً