الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فاعلية دواء السبراليكس للذين يعانون من أمراض نفسية واضطرابات في وظائف الكبد

السؤال

السلام عليكم

أُصبت قبل 4 سنوات بحزنٍ شديد على وفاة 7 من أقاربي بحادثٍ مروري، وكان من ضمن الحادث اثنان من أعز الناس إلي، فكنت شاباً رياضياً واجتماعياً، وفجأة أصبحت حبيس أحزاني وبكائي، وقطعت أصدقائي، وأصبحت عصبي المزاج وقلقاً، وأشعر بخوف عند ذهابي إلى عملي، وعند حدوث أي موقف في العمل أتصبب عرقاً من إبطي وأتوتر، وأصبحت انطوائياً وكثير النوم، وأصدقائي يعاتبونني على قطيعتهم، لدرجة أنه في مرة من المرات صحت في وجه أعز أصحابي، ولا أستمتع بأمور الحياة، وأصبحت موسوساً بالأمراض، وأشعر بضيقة بالصدر.

ذهبت إلى دكتور عندنا في الجامعة، وقال: هذا اكتئاب، وصرف لي علاج سيبرالكس، وقال: بأنه مناسب لي، لكن لم آخذه بسبب وجود دهن على الكبد وارتفاع في إنزيماته، وكنت خائفاً جداً، وأسئلتي يا دكتور:

هل أنا مصاب حقيقة بالاكتئاب؟
هل السيبرالكس له ضرر على الكبد، فأنا متخوف على الكبد ودائماً أتابع إنزيماته؟
ما هي الجرعة التي تراها تناسبني من هذا الدواء إذا رأيته مناسباً؟ وما طريقة استخدامه وطريقة الانسحاب منه؟

وسامحني على الإطالة، وجزاك الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تائب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فجزاك الله خيراً، وبارك الله فيك، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

فلاشك أن الحادث الذي وقع قبل أربع سنوات وتوفي فيه سبعة من الأقارب حادث ليس بالسهل، ونسأل الله تعالى المغفرة والرحمة لموتاكم وموتانا وموتى جميع المسلمين، ولا شك أن الصبر مطلوب، والإنسان تأتيه الانفعالات الوجدانية وهذا تعبير إنساني.

الذي أصابك بعد هذا الحادث في رأيي هو شيء من القلق الاكتئابي، وقد تجسد وتمثل ذلك في الشعور بالخوف وعدم الراحة النفسية والشعور بالعصبية، ولديك أيضاً هذه الأعراض الجسدية من تصبب العرق والنوم الكثير، كما أن الخوف من الأمراض هو من صميم القلق الاكتئابي.

بالرغم من مأساوية الحادث وصعوبته، لكن من الواضح أنه أيضاً لديك بعض الاستعداد للتوتر وللقلق، وهذا الذي جعل هذه الأعراض تأتيك أو تستمر معك كل هذا الوقت.

الذي أنصحك به قبل التحدث عن العلاج الدوائي، هو أن تسأل الله تعالى الرحمة لموتاكم، وأن تسأل الله تعالى أن يحفظك، وعليك أن تتواصل اجتماعياً، وأن تمارس أي نوع ممكن من الرياضة، وأن تحضر حلقات التلاوة، فهي ترفع من مهارات الإنسان الاجتماعية، وتزيده يقيناً وقوة للتصدي لصعوبات الحياة، وهي تعطي أيضاً الشعور بالطمأنينة وبالاسترخاء.

عليك أيضاً أن تتذكر الإيجابيات الموجودة في حياتك، فالإنسان حين يقلق، أو يكون مكتئباً، أو يصاب بشيء من الكدر، ويكون حبيس أحزانه – كما ذكرت – هنا دائماً يكون فكره تشاؤمياً وسلبياً، ولذا ننصح وندعو دائماً أن يتذكر الإنسان في مثل هذا الوضع الأشياء الطيبة والجميلة الموجودة في حياته، فهذه إحدى وسائل علاج الاكتئاب.

أنصحك أيضاً بالتواصل الاجتماعي، وبأن تدير وقتك بصورة جيدة وفعالة، فهذا أيضاً يزيل الاكتئاب، ويحسن من المزاج، ويعطي الإنسان الشعور بالرضا النفسي.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فإن هذا الطبيب – جزاه الله خيراً – قد أصاب بأن نصحك بأن تتناول السبرالكس؛ لأن السبرالكس بجانب فعاليته الممتازة لعلاج القلق والتوتر، والمخاوف والاكتئاب والوساوس، فهو أسلم دواء بالنسبة للذين يعانون من أي أمراض أو اضطرابات في وظائف الكبد..فإذن الدواء من الأدوية السليمة جدّاً، ولا يتعارض - إن شاء الله تعالى – مع حالتك.

لكني أيضاً أرى أنه من الأحسن أن تتحدث مع طبيب الكبد الذي يقوم بالإشراف على علاجك، ويمكنك أن توصل له هذه المعلومة من طرفنا: أن هذا الدواء هو أفضل دواء مضاد للاكتئاب بالنسبة لمرضى الكبد، نسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك.

الجرعة التي تبدأ في تناولها هي خمسة مليجرام، والسبرالكس يوجد في شكل عشرة مليجرام وعشرين مليجراماً، فأنت تبدأ بنصف حبة (خمسة مليجرام) ليلاً بعد الأكل، استمر عليها لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى عشرة مليجرام واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى خمسة مليجرام ليلاً، واستمر عليها لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

إذن: هذه هي الطريقة المناسبة، وهذه هي الطريقة الجيدة، ولاحظ أننا لم نصف لك الجرعة القصوى وهي عشرون مليجراماً، وذلك لسببين:

أولاً: حالتك - إن شاء الله تعالى – ليست من الحالات الصعبة أو المستعصية، خاصة إذا قمت بتطبيق الإرشادات السابقة.

ثانياً: الجرعة الوسطية أو الجرعة الصغرى دائماً مستوى السلامة فيها أكبر - بإذن الله تعالى – بالنسبة للكبد، بالرغم من قناعتنا وتأكدنا العلمي أن هذا الدواء في الأصل لا يضر وظائف الكبد، ولا يؤثر على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في إنزيمات الكبد.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.
===============
ولمزيد من الاطلاع والفائدة حول موضوع الاكتئاب وعلاجه سلوكياً راجع هذه الاستشاراتك: (237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121 ) وكيفية التعامل مع الهموم والأحزان: (272641 - 265121 - 267206 - 265003 )

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً