السلام عليكم..

كنت حاملاً في الأسبوع الرابع والثلاثين، وأثناء زيارتي الدورية للطبيبة قامت بأخذ عينة من الإفرازات المهبلية لتحليلها، وبعد أخذها بفترة شعرت بمغص يشبه مغص الدورة مع نزول قطرات من الدم، ثم شعرت بتقلصات متقطعة، وفي صباح اليوم التالي تم حجزي في المستشفى، وعند الساعة الثانية عشرة انفجر كيس الماء مع نزول مادة خضراء وزادت حدة التقلصات.

وقد كان وضع الجنين (فارسيا)، وتم إدخالي صالة الولادة في الساعة السادسة مساء، وتمت ولادتي بعد ذلك بساعتين ونصف، وكان الجنين ميتاً، وتمت ولادته بالوضع الفارسي، وأعاني من حالة نفسية سيئة، وأتساءل عن مدى وجود خطأ طبي، مع أن حملي كان طبيعياً، ولم تصبني أي مشكلة طوال فترة الحمل.

علماً بأني بكرية وليست لي أي خبرة، وقد سمعت بأنه طالما نزل ماء الرأس فلابد من الولادة فوراً، ولكنها لم تتم إلا بعد أكثر من ست ساعات، وأعرف أيضاً أن الجنين إذا كان وضعه (فارسيا) فلابد من الولادة القيصرية، ولكنها تمت طبيعية، فهل تعتبر ولادة مبكرة؟ وهل يمكنني الحمل بعد فترة النفاس أم أنتظر قليلا؟!

أفيدوني.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خلود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن أي ولادة قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل تعتبر ولادة مبكرة، وبذلك يكون ما حدث لك هو ولادة مبكرة، لكن الطفل في هذه المرحلة يكون وزنه جيداً والرئة مكتملة، فولادته في هذه المرحلة ليست مشكلة كبيرة، خاصة بعد وجود الأجهزة الطبية والأدوية.

وأما ما حصل لك من آلام ثم انفجار كيس الماء ونزول ماء أو مادة خضراء إنما تدل على وجود التهاب سبّب هذه المشكلة وأثر على الطفل، ووضعية الفارسي أو المقعدة يتوقع عادة في الحمل المبكر، ولكن إيجاب الولادة المبكرة بعملية قيصرية بسبب هذه الوضعية أمر ما زال فيه جدال واسع في العالم كله بين أطباء كبار، وفي النهاية القرار يكون لما يراه الطبيب صحيحا وفي مصلحة المريض ويناقش فيه المريض، ولكنك لم تذكري إذا كان طفلك قد توفي عند الولادة أو بعد الولادة بقليل أو في بطنك قبل الولادة.

وأما بالنسبة لطول فترة الولادة فلا يمكن الحكم بذلك لأن الولادة الطبيعية تعتمد على مدى توسع عنق الرحم والآلام الموجودة، وعلى وجود ولادات سابقة أم لا.

فعليك بمراجعة طبيبتك لتشرح لك الأمر وتبين لك ما أشكل عليك من أمور، كما أن عليك معرفة نتائج أي فحوصات تم أخذها أو عملها أثناء الولادة، ولمعرفة النصائح والاحتياطات التي عليك اتخاذها إن وجدت في الحمل المقبل بإذن الله.

وأما بالنسبة للحمل بعد النفاس فلا بأس، لكني أفضّل قبل ذلك أن تفحصك الطبيبة، فقد تطلب تحاليل معينة بعد الأربعين مباشرة أو تبدأ معك بعض العلاج ونحو ذلك، نسأل الله أن يعوضّك خيراً وأن يلهمك الصبر والرضا وأن يقر عينك بالذرية الطيبة.

والله الموفق.