الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المجاملة والعواطف في أمر الزواج

السؤال

السلام عليكم.

قبل خمس سنوات كان هناك شابّ يحبني كثيراً، وقد ظننت أنها مجرد صداقة، ولكنه صرح لي بذلك، وهو يعرف أنني من المستحيل أن أفكّر فيه، لأنني كنت أريد أن أكمل دراستي؛ نظراً لكوني متفوقة في مدرستي، ولكونه كان متزوجاً ولكن زوجته لم تكن تهتم بالمسئولية فانفصلا، ولديه منها ولدان صغيران، وكان يبكي كثيراً لدرجة كنت أشفق عليه، وكنت أخبر أهلي بكل شيء، ولكن هناك شيء لا أحد يعرفه وهو أن عنده ولدين، وكان يوصلني أيام الامتحانات بعلم أهلي، وقد كان أبي يذهب معنا، وكنت أشعر بالشفقة عليه لشدة بكائه؛ لأن أهلي كانوا يعودونني على الصراحة دائماً.

علماً بأني في السنة الثانية من الجامعة، وقد بقي لي ثلاث سنوات على إنهاء الدراسة، وهو جامعي، وأحاول أن لا أتصل به وأغلق جوالي، وأحياناً أضطر أن لا أرد عليه، ولكنه يعود ويتصل بي، فانصحوني ماذا أفعل؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nznznz حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ننصحك بعدم المضي مع هذه المشاعر إلا إذا تأكدت من موافقة أهلك وترحيبهم، مع ضرورة أن يكون هو المبادر بطرق الباب، وننصحكم بمعرفة أسباب طلاق زوجته -إن أمكن- من جهة محايدة.

وأرجو أن تعلموا أن الإسلام لا يقبل بعلاقة لا تنتهي بالزواج، ولا يؤيد أي علاقة لا تكون معلنة وموافقة لضوابط الشرع الحنيف، ونحن لا ننصح بالمجاملة في مثل هذه الأمور؛ وذلك لأن رحلة الحياة الزوجية طويلة، وتحتاج إلى صبر ومثابرة.

وإذا كان من المستحيل أن تقبلي به فالمطلوب أن تكونوا واضحين معه وصريحين حتى لا ينتظر السراب، وإذا كانت هناك إمكانية لرجوعه إلى أطفاله فذلك حسن وجيد، ولا أظن أن أهلك سوف يوافقون عليه إذا علموا أن عنده أطفالاً، مع ضرورة أن يدرك الجميع أن الرجل أجنبي عنكم -والأجنبي في ألفاظ الشرع هو من يجوز أن يتزوج بالمرأة-، وعليه فما ينبغي أن يخلو بك ولا بأي امرأة من أهلك، كما ينبغي أن تستتري في حال حضوره إلى غير ذلك من الأحكام الشرعية.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يسهل له أمره، وأن يقدر له ولك الخير ثم يرضيكم به.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً