الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أراد خطبتها فوجدها مخطوبة

السؤال

السلام عليكم

أحببت فتاة أثناء دراستي في الجامعة، حيث كانت ملتزمة من جميع النواحي، وكانت ترفض أي علاقة طوال فترة الجامعة، وكان هذا يعجبني جداً، وقد التزمت في صلاتي وفي أموري كافة ولله الحمد، ووكلت أمري فيها لله.

وعلى الرغم من محاولاتي المتعددة للتحدث معها من وقت لآخر لكنها بقيت على موقفها، وقد سافرت إلى إحدى دول الخليج للعمل لتحسين وضعي فالتزمت أكثر، وكنت أقرأ القرآن ورزقني الله الحج إلى بيته الحرام، وعدت إلى بلدي لخطبتها، وبعد يومين من عودتي اتصلت بأهلها لخطبتها فعلمت أنها خطبت في نفس اليوم الذي وصلت فيه إلى بلدي، ولم يكن لدي أي شك أن لا تكون من نصيبي، لأني توكلت على الله، والآن لا أعلم عنها شيئاً لأني رجعت إلى عملي في الخليج، ولا أستطيع نسيانها.

وعندي إحساس منذ أن تركت أمري لله أن الله وعدني بها، فهل هذا صحيح أم هو من الشيطان؟ وكيف أنساها؟!

ساعدوني وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن اختيار الله للإنسان أفضل من اختياره لنفسه، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، والمؤمن لا يخطب على خطبة أخيه حتى يترك أو يأذن، وإذا أصبحت الفتاة عند رجل آخر فليس أمامك إلا طي هذه الصفحة، واعلم أن النساء غيرها كثير، والصالحات ولله الحمد موجودات، فما عليك إلا أن تحسن الاختيار بعد أن تتوكل على الواحد القهار.

ولا يخفى على أمثالك أنه لا خير في طول الانتظار، وعلى الشاب أن يجهز ما يستطيع ثم يطرق الأبواب، فإذا وجد الفتاة المناسبة فخير البر عاجله، كما أن طول فترة الخطبة مما يزعج أهل الفتاة، وهو أمر له خطورته على مستقبل العلاقة الزوجية، وإذا كان هذا في الخطوبة الرسمية فكيف بالحالة التي كنت عليها، حيث لا يمكن لفتاة أن تنتظر السراب إذا طرق بابها الصالحون من الخطاب.

وأرجو أن يكون في الذي حصل درس وفائدة، واعلم أن التقدم لفتاة صالحة سوف ينسيك صفحات الماضي، وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً