الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية علاج المعاناة من الاكتئاب والوساوس والقلق وعدم نسيان الماضي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة كنت أعاني من الاكتئاب والوساوس والقلق والأرق، وحالياً أستعمل فافرين 300 وسيركويل 150 وريميرون نصف حبة وديباكين 500، ولكن مشكلتي أني تعرضت لمشكلةٍ ما مع أحد الأشخاص منذ سنة، وأحاول أن أنسى المشكلة ولكني لا أقدر، وأحاول أن أنتقم منهم بطريقة إجرامية؛ لأني لا أستطيع نسيانهم! وأنا حالياً في صراع مع نفسي، فما هي حالتي؟ وهل الأدوية هي السبب في ذلك؟ وهل أحتاج أن أستعمل أدويةً أخرى؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

فإن هذه الحالة التي تعانين منها، وهي الاكتئاب والوساوس والقلق والأرق، هي حقيقة تكون في الغالب حالة اكتئاب يتسم بوجود بعض أعراض القلق والوساوس، وليس أكثر من ذلك، والاكتئاب نفسه يمكن أن يسبب الأرق، فأرجو ألا تعتقدي أنك تعانين من حالة معقدة وحالة متشعبة، هذا ضروريٌ جدّاً.

الأدوية التي تتناوليها في رأيي هي أدوية جيدة وفعالة، وإن كان لي تحفظ واحد، وهي أن جرعة الفافرين ربما تكون مرتفعة بعض الشيء، وأنت ما زلت تتناولين الفافرين والريمارون في نفس الوقت، فيجب أن تتوقفي إما عن الريمارون أو تقللي الفافرين، وأنا أفضل أن تقللي الفافرين إلى مائتي مليجرام في اليوم، وتستمري على الريمارون بجرعة نصف حبة.

هذا حقيقة يجعل جرعتك الدوائية أكثر توازناً وأكثر سلامة، ومع ذلك أنا لا أقول: إن الجرعة الحالية خطيرة أو يمكن أن تسبب أضراراً، ولكن يعرف أن الجرعة إذا تعدت الجرعة المفترضة هذا ربما يقلل من فعالية الدواء.

بالنسبة للمشكلة التي تعانين منها، وهي عدم نسيانك لهذا الخلاف الذي حدث مع بعض الناس، وأنه تأتيك بعض الدوافع بالانتقام منهم بصورة إجرامية، أقول لك أيتها الفاضلة الكريمة! هذه التجارب التي تحدث لبعض الناس قد تكون جزءاً من حالة القلق، وكذلك جزءاً من الحالة الوسواسية. أنا واثق تماماً أنك بإذن الله تعالى لن تنتقمي من أحد بصورة إجرامية.

أصحاب الوساوس هم من أكثر الناس لطفاً ورقة، ولهم منظومة عالية جدّاً من القيم الإنسانية، ولذا قلَّ ما نجدهم في ساحة الجريمة، فطبيعة حالتك إن شاء الله تعالى لن تدفعك للقيام بمثل هذا الذي يأتيك في شكل أفكار وسواسية تفرض نفسها عليك.

ولكن في ذات الوقت يجب أن تجاهدي نفسك، يجب أن تعرفي أن الصفح والتسامح هي من أعظم القيم الإنسانية، والعفو عند المقدرة هو من السمات الطيبة، فحين تأتيك هذه الأفكار الاجترارية بالانتقام قولي لنفسك: (لا، أنا لن أنتقم، أنا أريد أن أجد الأجر من الله تعالى على صبري وعلى تسامحي وعلى عفوي).

إذن: استبدلي هذه الأفكار بأفكار مضادة، والأفكار المضادة كما ذكرنا هي التسامح والصفح والصبر واحتساب الأجر، هذا هو العلاج الأساسي لمثل حالتك، وليس هنالك ما يدعوك أبداً لأي نوع من الصراع مع نفسك، الفكرة متسلطة عليك، أنا أقدر مشاعرك تماماً، ولكن يمكن أن تحقريها، ويمكن أن تتخلصي منها، وذلك باستبدال الفكرة المخالفة التي ذكرتها لك.

لا توجد أبداً علاقة بين الدواء والأفكار التي تنتابك، الأفكار هي أفكار قلقية ووسواسية وليس أكثر من ذلك، وأنت لست محتاجة لاستعمال أي أدوية أخرى، وأدويتك أدوية ممتازة وفعالة جدّاً، فقط ربما يكون من الأفضل أن تخفضي جرعة الفافرين قليلاً وهذا هو المطلوب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب ااا

    شكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً