الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشخصية الحساسة المتقلبة المزاج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

لدي زميلة عمل على قدر من الالتزام والأخلاق، غيورة على دينها، تحب الناس لكونها اجتماعية، وبمجرد أن تتعرف على أي أحد تتآلف معه مباشرة، وتكثر المزاح مع الجميع، ولكن المشكلة أن البعض لا يتقبل منها ذلك، وهي كذلك لا تتقبل أي خطأ أو زلل على نفسها من الغير، بمعنى أنها حساسة، فعندما تتعرض لموقف تسوَدّ الدنيا في عينيها وتصيبها حالة أشبه بالاكتئاب، فلا تخاطب أحداً.

وقد حاولنا توعيتها بأن تلتزم الوسط في حياتها، من ناحية الاختلاط والاجتماعية والمزاح لكنها لا تتعظ، بل تريد أن تأخذ موقفاً حيادياً سلبياً من الجميع، وهذا ما تنويه، علماً بأنها تقوم بعملها كما يطلب منها ولا تقصر، فهل ما تعانيه يعتبر اضطراباً أو مرضاً نفسياً؟
بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ــــ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الوصف الذي أوردته هو وصف جيد، ولا أعتقد أن هذه الأخت مصابة بمرض نفسي حقيقي، إنما هي ظاهرة نفسية متعلقة بشخصيتها، يظهر أن شخصيتها حساسة – كما ذكرت – وربما يكون لديها شيء من تقلب المزاج وكذلك الجانب الوسواسي، هذه مجرد سمات من سمات الشخصية.

أعتقد أن هذه الأخت حين يفهمها من حولها لن يحدث أي نوع من التصادم أو اتخاذ المواقف السلبية ما بين الطرفين، والذي أنصح به هو أن تلتزم الوسطية كما ذكرت، وأن نحاول دائماً أن نذكرها بإيجابياتها، وفي نفس الوقت نوجهها توجيها بسيطاً نحو سلبياتها، ويمكن أن يكون التوجيه عما هو سلبي بصورة غير مباشرة، أما الثناء على ما هو إيجابي فيجب أن يكون مباشراً لأن ذلك نوع من التحفيز.

هناك دراسات تشير أن هذا النوع من الناس ربما يستفيد كثيراً من الأدوية التي تستعمل لعلاج اضطراب وتقلب المزاج، فهنالك عقار يعرف تجارياً باسم (تجراتول Tegretol) أو يسمى علمياً باسم (كاربامزبين Carbamazepine)، يوصف بجرعات صغيرة في مثل هذه الحالات، وجرعة البداية هي مائة مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى مائتي مليجرام لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكن التوقف عن تناوله.

ولا أحتم أن هذه الأخت في حاجة لمثل هذا الدواء، ولكن إذا كانت أعراضها بالحدة والشدة التي تجعلها لا تتوافق مع ذاتها ولا تتوافق مع الآخرين وأنها من الناحية الاجتماعية أضرت بها تصرفاتها، ففي هذه الحالة أرى أن هناك أسس قوية لتناول هذا الدواء.

سوف تكون هنالك إشكالية في إقناعها، ولكني أرى أنه لا مانع أبداً أن تذكري لها أنك قد اتصلت بهذا الموقع حرصاً عليها، وقد أفدناك بما ورد في هذه الاستشارة، ويمكن إطلاعها على الإجابة، ونسأل الله تعالى أن يجزيك كل خير على اهتمامك بأمرها، ونشكرك على تواصلك مع موقع اسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً