الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شاب مقصر في صلاة الفجر واستحضار الخشوع في الصلوات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أشاهد المواقع الإباحية، ولكن كنت أصلي دائماً، أحياناً في البيت وأحياناً في المسجد، والآن الحمد لله قطعت علاقتي مع المواقع الإباحية واتجهت إلى ربي.

أصبحت أجاهد نفسي على الصلاة مع الجماعة في المسجد، ولكن مشكلتي أني إذا كنت نائماً لا أقوم للصلاة، رغم أني أضبط المنبه، ولكن بدون فائدة، وبقية صلواتي أصلي، ولكن أغلب أوقات الصلاة أكون شارد الذهن، رغم مجاهدتي في الخشوع.

مشكلتي الأخرى أني عندما أعمل الأعمال الصالحة -كالصلاة مع الجماعة- يدخلني الرياء، ولكني أقول في نفسي: (أعوذ بالله)، فهل تكفي تلك العبارة أم لا؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ التائب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن ما حصل منك يدل على أنك على خير والحمد لله، ونسأل الله لك السداد والثبات، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله لك عالي الدرجات، وأرجو أن يعلم كل تائب أن الشيطان حزين لتوبته، وأن هذا العدو يجتهد في إدخال الحزن عليه، وتلك المحاولات تحدث من شياطين الجن والإنس على السواء.

لذلك فنحن نقول للتائبين: إن أكثر ما يغيظ الشيطان هو التوبة، وهذا العدو يحزن إذا تبنا ويندم إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا، والعاقل يعامل هذا العدو بنقيض قصده، أما شياطين الإنسان رفاق المعصية فالنجاة منهم تكون بالبعد عنهم، واستبدالهم بأصدقاء أخيار، كما جاء في حديث التائب من قتل المائة، حيث أُمر بأن يغير الرفقة ويغير بيئة المعصية.

من مكملات توبتك التخلص من كل ما يذكرك بالمعصية، وإزالة تلك المواقع المشبوهة، والتخلص من الصور الفاضحة، وكل ما له علاقة بالعصيان.

قد أسعدني حرصك على استحضار الخشوع، ويسعدني أن أقول لك: إن طلب الخشوع والحرص عليه من أهم خطوات تحقق الخشوع بعد عون الله وتوفيقه، كما أن الخوف من الرياء دليل على الخير، وهل يخاف من الرياء إلا أهل الإيمان والخير؟!

أرجو أن تعلم أن الخشوع يحتاج إلى مجاهدة، وكذلك استحضار الإخلاص، وإذا علم الله منك الصدق رزقك الخشوع والإخلاص، وأنت قد بدأت السير على الدرب الصحيح، ومن سار على الدرب وصل بحول الله عز وجل.

أما بالنسبة للمواظبة على صلاة الفجر في وقتها، فعليك باتخاذ الأسباب مثل النوم المبكر وضبط المنبه، وطلب مساعدة الأهل والأصدقاء، والحرص على القيلولة، وتخفيف مقدار الطعام، بعد سؤال الله المعونة، وصدق النية، والنوم على ذكر وطهارة، ونسأل الله لك التوفيق والهداية.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، والمواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً