الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالة (اضطراب الآنية) وطريقة علاجها

السؤال

السلام عليكم.
أعاني من اكتئاب مع الإحساس الدائم بأني في حلم، وبعد رحلة طويلة من التنقل بين الأدوية ذهبت إلى أحد الأطباء المشهورين فوصلنا إلى جرعة سبرام ثلاث حبات، وأنفرانيل ثلاث حبات 25، وويلبيترون 150 حبتين، وقد تحسنت وشفيت ولله الحمد، ولكن تأتيني نوبة اكتئابية لمدة يوم أو يومين مرة كل شهرين، فما الحل؟

علماً بأني ما زلت مداوماً على الجرعة المذكورة منذ شهرين، وقد بدأت بها منذ ستة أشهر، حتى وصلت للجرعة المذكورة قبل شهرين.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Saleh حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الأدوية التي وصفها لك الطبيب هي من الأدوية الجيدة لعلاج الاكتئاب النفسي، وكذلك الوساوس القهرية، وأعتقد أن شعورك الدائم -كأنك في حلم- هذا قد يكون جزءاً من قلق الوساوس، ويصفه البعض أيضاً بما يسمى (اضطراب الآنّيّة) وهو صفة من صفات القلق.

إذن: أنت من الناحية الدوائية تتناول أدوية كافية، وهذه الحالة التي تأتيك كل يوم أو يومين في صورة نوبة اكتئابية، أرجو أن تتجاهلها بقدر المستطاع؛ لأن الاكتئاب إذا لم يحقره الشخص ولم يتجاهله وأصبح في بعض الأحيان يتوقع حدوثه هذا قد يؤدي إلى الاكتئاب في ذات الوقت.

ولا أريدك أبداً أن تكون نمطياً وتقول أن (هذه النوبة سوف تأتيني وماذا أعمل معها)؟ تذكر أنك قد تحسنت لفترة طويلة، وتذكر أن حالتك هي جيدة في معظم الوقت، وهذا إن شاء الله يساعدك في القضاء على هذه النوبات المتقطعة البسيطة.

قل لنفسك (أنا قد تخطيت الحمد لله كثيراً من الصعاب، أنا تغلبت على الاكتئاب، أنا الحمد لله الآن شفيت، أنا الحمد لله الآن في عافية، وهذه النوبة البسيطة لن تؤخرني ولن تعطلني وسوف يقضى عليها بإذن الله).

إذن: هذه المخاطبات الداخلية مع الذات، أو ما نسميه بـ(الإقناع المعرفي) هي من أفضل سبل العلاج، ونصيحتي لك: حين تستشعر أن هذه النوبة البسيطة من الكدر قد أتتك، كن فعّالاً في هذا الوقت، أدخل نفسك في نشاطات مختلفة فيما يخص الاطلاع والتواصل وقراءة القرآن والصلاة وممارسة الرياضة، بمعنى آخر: كثف من نشاطاتك في هذه الفترة التي تحس فيها أنك أُصبت بعسر المزاج هذا، أي لا تستسلم، لا تجلس أبداً؛ لأن الاكتئاب يتصيد مثل هذه الفرص، وحين نواجهه بفعالية وبنشاط وبإصرار وبتحقير له هنا يذهب تماماً.

هذا الذي أنصح به، وأنت ما دمت قد تحسنت الحمد لله أؤكد لك أن هذه الأدوية أيضاً لها ما نسميه بالفعالية التراكمية، بمعنى أن الدواء حينما نستمر عليه سوف يساعد في استمرارية التحسن، بل المزيد من التحسن حتى تنقضي تماماً الأعراض الاكتئابية.

وأنصحك بالتفكير الإيجابي وأنصحك بأن تكون فعالاً، وأن تستفيد من وقتك بصورة جيدة، وأن تمارس الرياضة، وأن تجعل لحياتك معنى حقيقي، فهذا يُمثل آليات للشفاء التام من الاكتئاب النفسي بإذن الله.

ويرجى الاطلاع على هذه الاستشارات حول العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889-241190-257425-262031-265121)، ونشكرك كثيراً على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً