الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدوية الاكتئاب النفسي وعلاجه

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 31 عاماً، أتناول دواء سبرالكس وزبركسا منذ ثلاث سنوات، وكلما توقفت انتكست حالتي، فأريد طريقة لكي أتخلص من الاكتئاب ومن التفكير السلبي، خصوصاً أني أعاني من ازدياد الوزن، حيث يبلغ وزني 80 كج، وطولي 151 سم، فأريد أغير حياتي للأفضل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جرح الزمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا بد أن هذه الأدوية قد وُصفت لك من قبل الطبيب بناءً على تشخيص معين، وفي رأيي هي أدوية هامة وضرورية، وتعطى في حالات نفسية معينة، وأتفق معك أن هذه الأدوية – خاصة الزبركسا – قد تؤدي إلى زيادة في الوزن، وسوف أوضح لك الطرق التي تساعدك في هذا الخصوص.

أما فيما يخص الاكتئاب والتفكير السلبي، فأقول لك إن الإنسان لديه طاقات إيجابية كامنة، عليه أن يتفكر وأن يتأمل فيها، ويحاول إخراجها بقدر المستطاع.

الاكتئاب دائماً يعطيك الشعور بأن المستقبل سوداوي، وأن الحاضر لا معنى له، أو أن المستقبل ما هو إلا سأم ويأس وافتقاد للهدف، وهكذا، كما أنه يعطي صورة سالبة عن الماضي.

يجب استبدال هذه الأفكار جميعها بأفكار مضادة، عليك أن تتذكري بأنك شابة وأنك من أسرة كريمة ولله الحمد، وأنك في هذه الأمة الإسلامية العظيمة، هذا كله أمر إيجابي يجب التأمل والتفكر فيه، ومن ثم عليك الإجادة في إدارة الزمن، لا تتركي للفراغ أن يسيطر عليك ليشعرك بالسلبية وعدم الرضا، ضعي جدولا يومياً، التزمي بتطبيقه التزاماً صارماً، هذا الجدول لا بد أن يحتوي على نشاط في نطاق المنزل، إذا كنت تعملين في أي عمل لا بد أيضاً أن تركزي على وظيفتك، لا بد أن تمارسي أي نوع من الرياضة متاحة بالنسبة للفتاة المسلمة، لا بد أن تروحي عن نفسك بما هو متاح ومباح، واقرئي القرآن وعليك تلاوته بتؤدة، والمحافظة على الصلوات، الأذكار، الدعاء.... هناك الكثير يمكن أن يقوم به الإنسان، وحين يكون الإنسان فعالاً سوف يحس بالرضا وسوف يقضي تماماً على الفكر السلبي والاكتئاب النفسي.

إذن الفعالية والتطبيق وتحسين المزاج وتحويله إلى مزاج إيجابي هو الذي يؤدي إلى هزيمة الاكتئاب النفسي، فعليك الالتزام بما ذكرته لك.

هناك بعض الكتب المفيدة، فهنالك كتاب للشيخ عائض القرني (لا تحزن) أرجو أن تضيفيه إلى مكتبتك، وهنالك أيضاً كتاب يسمى (التعامل مع الذات) للدكتور بشير صالح الرشيدي، وهناك كتاب للكاتب المعروف (دنيال كارنيجي) وهو بعنوان (ابدأ الحياة ولا تقلق)، هذه كلها من المؤلفات الجيدة والتي يجب أن يقتنيها أي إنسان يعاني من التفكير السلبي أو الاكتئاب النفسي، وإن شاء الله فيها فائدة وخير كبير.

عليك أيضاً بالصحبة الطيبة والقدوة الحسنة الخيرة، الإنسان يستعين بعد الله تعالى بإخوته خاصة الصالحين والخيرين منهم، والإنسان لا بد أن يكون له ومعه ومن حوله من يعينه على طاعة الله وعلى أمور الدنيا، هذا يساعد في بناء الشخصية ويزيل الاكتئاب النفسي، فأرجو أن تكوني حريصة على ذلك.

بالنسبة لزيادة الوزن فكما ذكرت لك الزبركسا قد يؤدي إلى زيادة في الوزن، وكذلك السبرالكس، وهناك نظم غذائية معروفة تؤدي إلى نقصان الوزن، فأرجو أن تطبقي هذه النظم الغذائية، كما أن ممارسة الرياضة لا شك أنها تساعد كثيراً.

أما إذا فشلت في ذلك فالحل الوحيد هو أن يتم استبدال هذه الأدوية ولكن يجب أن يكون ذلك عن طريق طبيبك المعالج، فمثلاً الزبركسا يمكن استبداله بالعقار المعروف علمياً باسم (إرببرازول Aripiprazole) ويعرف تجارياً باسم (إبيفلاي Abilifu)، حيث إن هذا الدواء له نفس الفعالية التي لدى الزبركسا، ويعرف عنه أنه لا يؤدي إلى أي زيادة في الوزن، كما أن السبرالكس يمكن استبداله بعقار يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine).

إذن الحمد لله توجد بدائل دوائية جيدة ومفيدة وفاعلة، وهنالك من الأطباء أيضاً من يوصي باستعمال دواء يعرف تجارياً باسم (توباماكس Topamax) ويسمى علمياً باسم (توباراميت Toparamate)، هو من الأدوية التي تستعمل أصلاً في علاج الصرع، وأيضاً مثبت للمزاج، وبجرعات صغيرة يمكن استعماله أيضاً لتخفيف الشهية نحو الطعام مما يؤدي إلى انخفاض في الوزن -إن شاء الله-.

إذن الخيارات والحلول كثيرة ومتاحة، وعليك أن تعيشي على الأمل والرجاء، ولا تيأسي ولا تقنطي أبداً، فإن رحمة الله واسعة، أسأل الله أن تشملنا جميعاً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 257425-262031-265121).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً