الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة حب الطفل للخروج من البيت وانجذابه للأشياء الحركية الساطعة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وأنتم بخير والعاملين على هذا الموقع المبارك.

أنا متزوج -والحمد لله- وعندي طفلة عمرها 9 شهور، ولكنها دائماً في حالة ملل من البيت، وطوال اليوم في حاجة للخروج من البيت، فهي تحب السوق لكثرة الأنوار والأشكال الملونة، وعندما نخرج من البيت لا يرتاح نظرها لحظة، فهي دائمة الحركة يميناً ويساراً وإلى الأعلى، وتتابع الألوان والزينة والأنوار، وهي دائمة الحركة بيديها تجاه هذه الأشياء، وتكون في كامل سعادتها، وعندما تعود للبيت مع صغر سنها تكون أقرب للملل -إن صح الوصف- وأنا أداعبها كثيراً وألعب معها، لكنها يغلب عليها الرغبة في الخروج من البيت أو حتى النظر من البلكونة.

فهل رغبة طفلتي الدائمة في الخروج شيء جيد، وهل نكثر من مداعبتها واللعب معها أنا وزوجتي، وهل هذه المرحلة السنية تحتاج لنوع معين من الألعاب؟

وجزاكم الله خيراً على ما تقدمونه لنا من خدمات جليلة، جعلها الله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

فإن الطفل بطبعه بعد عمر السبعة إلى ثمانية أشهر يحاول أن يستكشف عالمه، ومقدرة الأطفال في ذلك تتفاوت ولا شك في ذلك، الطفل لا شك أنه ينجذب للأشياء الحركية الساطعة، ويكون أكثر ارتباطاً بها، وتثير فضوله جدّاً، ويتعلق بها.

هذا ربما يكون هو السبب الذي جعل هذه الطفلة -حفظها الله- تحب الأماكن التي بها الأنوار والأشكال الملونة.

الطفل في ذات الوقت يمكن أن يتواءم مع أي بيئة جديدة، ربما يُبدي شيئاً من الاحتجاج في بداية الأمر إذا حُرم من محيط كان يحبه، ولكن تواءم الطفل أيضاً سهل جدّاً خاصة في مثل هذا العمر.

أنا لا أعتقد أن الطفلة في هذه المرحلة تستطيع أن تفرق بين الأمور الحركية وتميزها بصورة دقيقة، ومن هذا المنطلق أعتقد أن إحضار بعض اللعب في البيت، اللعب التي تصدر منها أصوات أو التي بها أنوار وإضاءات وشيء من هذا القبيل ملفت للنظر، يمكن أن يعوض هذه الطفلة تماماً عن تفضيل الأنوار الساطعة الموجودة في الأسواق، لا أعتقد أنها تفضل الأسواق لأنها أسواق، لأنها لا زالت لا تستطيع أن تقيم هذه الأشياء والأماكن، ولكن فقط هي باحثة عما يثير فضولها وانتباهها، وأعتقد أن الألعاب التي تصدر منها الأصوات أو الألعاب الحركية أيّاً كانت سوف تكون مفيدة جدّاً بالنسبة لها.

ليس لي -حقيقة- ما أقوله أكثر من ذلك، فالطفلة لا زالت صغيرة، ولا شك أن أصول التربية الأساسية من إبداء العطف والمداعبة والابتسامة واللعب معها أمر مفيد، بشرط ألا يؤدي ذلك إلى نوع من الاعتمادية أو حماية الطفل التي ينتج عنها شيء من الدلال الزائد والذي نعتبره منهجاً تربويا خاطئا.

أعتقد أن الأمر طبيعي جدّاً بالنسبة لهذه الطفلة -حفظها الله- وأعتقد أن استجاباتها الإحساسية والحركية والتفاعلية هذه دليل -إن شاء الله- أيضاً على أن عقلها ربما يكون أكبر من عمرها، ونسأل الله تعالى أن يحفظها وأن يجعلها قرة عين لكما وأن يجعلها من النجباء، وكل عام وأنتم بخير.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً