الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق متزايد وتفكير متواصل.. التشخيص والعلاج

السؤال

الإخوة الكرام بالشبكة الإسلامية.
السلام عليكم ورحمة الله، وفقكم الله وزادكم من فضله.
أختصر مشكلتي بعدم الاستمتاع بالحياة نهائياً، والقلق المستمر وبصورة مزعجة وكثرة التفكير في أشياء لا تفيد، وفي بعض الأحيان غير منطقية.

الحمد لله أنا متزوج ومداوم على الصلاة بالمسجد وحلقات التلاوة، ولكني أعاني من القلق والتفكير حتى خلال التلاوة والصلاة، كما أنني أعمل بوظيفة جيدة وعملي ممتاز وفي تقدم والتوفيق من الله، ومع ذلك لا أستمتع بهذا!

كما أثر هذا عليّ وأصبحت سريع الانفعال حتى مع الوالدين والعياذ بالله، لتصوري أنهم من أسباب إصابتي بالقلق في بعض الأحيان.

وانفعالي زائد في غالب تعاملي مع الأمور، فهل من نصائح أو عقاقير معينة؟
أسأل الله أن يعينكم ويهدينا جميعاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو مريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الوصف المقتضب والمفيد جدّاً لحالتك يجعلنا نستطيع أن نقول إنك تعاني من درجة بسيطة مما نسميه بالقلق الاكتئابي.

توجد لديك بعض أعراض القلق، وحقيقة أنك لا تستمتع بالحياة هذا مؤشر أيضاً على وجود شيء من الكدر وعسر في المزاج، وهذا بالطبع يشير إلى وجود اكتئابي نفسي ولكنه ليس اكتئابياً مطبقاً، إنما هو اكتئاب - إن شاء الله تعالى – من الدرجة البسيطة.

بفضل الله تعالى أنت لديك كل المقومات الإيجابية، لديك الزوجة الصالحة وتحافظ على صلواتك في المسجد وتحضر حلقات التلاوة وأنت في عمل جيد ومتميز، فإذن: بقي شيء واحد، وهو أن نوفر لك العلاج البيولوجي، وهنا أعني به الأدوية، وبفضل من الله تعالى توجد أدوية ممتازة وفعالة وجيدة جدّاً لعلاج مثل حالتك.
هنالك دواء يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram) سيكون دواءً جيداً ومفيداً في حالتك، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام ليلاً، يفضل تناوله بعد الأكل، استمر على هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى عشرين مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى عشرة مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة مليجرام ليلاً – أي نصف حبة من فئة الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك تناول خمسة مليجرام مرة واحدة كل يومين لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

السبرالكس يتميز بأنه دواء فعال ودواء ممتاز، وقليل الآثار الجانبية جدّاً.

كل الذي قد يحدث أنه قد يزيد من شهيتك قليلاً، فيجب أن تتحوط إذا حدثت زيادة في الوزن، وذلك بممارسة الرياضة المناسبة، وهي سوف تفيدك أيضاً في التخلص من أعراض القلق، وبالطبع يجب أيضاً أن تتحكم في كمية ونوعية الأطعمة التي تتناولها.

السبرالكس أيضاً قد يؤدي إلى تأخر بسيط في القذف المنوي لدى بعض الرجال، وهو لا يؤثر مطلقاً على خصوبة الرجل أو القدرة على الإنجاب أو مستوى الذكورة، وكثيراً من الناس استفادوا من هذا الدواء في علاج سرعة القذف.

توجد أدوية أخرى مثل البروزاك وكذلك الزيروكسات والفافرين واللسترال، ولكن أعتقد أن السبرالكس سيكون هو الأفضل بالنسبة لك.

أرجع وأقول لك: يجب أن تتذكر هذه الإيجابيات العظيمة في حياتك، وعليك أن تمارس الرياضة، وأنا على ثقة تامة بإذن الله تعالى أنك بعد ستة إلى ثمانية أسابيع من تناول الدواء، سوف تحس أنك في صحة جيدة وممتازة، ولكن لابد أن تكمل فترة العلاج لأن الخطوات العلاجية الدوائية محسوبة ولها ضوابطها.

بالنسبة للانفعالات نقول لك لا تغضب، وحاول أن تفرغ ما في داخل نفسك وذلك بالتعبير عن ما لا يرضيك، والدواء أيضاً سوف يقلل بل يزيل إن شاء الله هذه الانفعالات.
نشكر لك تواصلك وثقتك في إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً